معركة الفاشر ومعركة البسابير

مسارات…محفوظ عابدين يكتب….
في الوقت الذي كان يتابع فيه كل الشعب السوداني بكامله تفاصيل الهجوم الذي شنته مليشيا الدعم السريع وأعوانها على مدينة (الفاشر) يوم امس الاحد وقدمت فيه القوات المسلحة والقوات المساندة صورا جديدا من الصمود والشجاعة والبسالة حيرت العالم الذي كان يتوقع أن يكون هذا هو الهجوم (الأخير) على الفاشر بعد أن حشدت المليشيا كل قواها البشرية والعسكرية من أجل تحقيق نصر زائف أو نصر اعلامي تحفظ به (ماء) وجهها من كثرة (الهزائم) المتلاحقة التي منيت بها في كل محاور القتال.
في ذلك الوقت كانت في منطقة البسابير جنوب شندي معركة من نوع اخر هي معركة رياضية تكريما لشهداء حرب الكرامة من أبناء المنطقة الذي استشهدوا في مناطق متفرقة من محاور القتال خلال الفترة الماضية والشهداء هم مازن الحاج حسب الرسول والشهيد سيد احمد مصطفي سيد احمد والشهيد شرف محمد عطا المنان من خلال ختام دورة شهداء الكرامة بحضور ممثل والي نهر النيل وزير الشباب والرياضة الدكتور محجوب السر والمدير التنفيذي لمحلية شندي خالد عبد الغفار الشيخ بمشاركة (١٤) فريقا من منطقة جنوب شندي. والتي ذاقت المنطقة من قبل وعانت من تفلتات المليشيا المتمردة انواعا من الخراب والدمار عندما كانت تتسلل إلى المنطقة جنوب شندي في حجر العسل من مصفاة الجيلي قبل تحريرها من دنس التمرد.
وعاشت منطقة جنوب شندي حجر العسل والبسابير شهورا من العذاب والتهجير والتنكيل واحيانا القتل و التجريح.
وامس كانت ختام هذه الدورة الرياضية تكريما لشهداء معركة الكرامة و ايذانا بعودة النشاط الرياضي و تطبيع الحياة المدنية في كل مجالاتها من بينها النشاط الرياضي الذي أضفى على الحياة في المنطقة روحا من التنافس بين المناطق من خلال هذه الدورة التي كان الجمهور فيها روح هذه المنافسة وحلاوتها.
وحولت كلمات ممثل والي نهر النيل ووزير الشباب والرياضة محجوب السر، القوية في حق الوطن وحق القوات المسلحة وفي حق هؤلاء الشهداء المكرمين في هذه الدورة حولت كلمات الوزير (العصبية) الكروية التي علت قليلا ، بسبب قوة المنافسة إلى (مهرجان) كبير لتأييد القوات المسلحة علت في هتافات (جيش واحد وشعب واحد )و(كلنا الفاشر) و(الى الفاشر جوه)
ولقد شكل تزامن صمود القوات المسلحة في وجه العدوان والهجوم رقم( ٢٦٩) على الفاشر في يوم الاحد مع ختام دورة شهداء حرب الكرامة ملحمة وطنية جمعت بين الفاشر في ولاية شمال دارفور والبسابير في ولاية نهر النيل، حيث أكد الوزير محجوب السر في كلمته أن هذا التلاحم تأكيد على أن إرادة الشعب السوداني لاتقهر.
وبمثل عاد النشاط الرياضي بهذه القوة إلى منطقة جنوب شندي بالبسابير، فإنه باذن سيعود النشاط الرياضي إلى ميدان( النقعة) بالفاشر والى إستاد الفاشر ، وتتحول المسيرات والقذائف إلى أهداف خارج خط (١٨) وتصد (دفاعات) مريخ الفاشر (هجوم) هلال الفاشر وتتحول اصابة العمليات إلى إصابات ملاعب.وان بعد العسر يسرا باذن الله.


