الأعمدة ومقالات الرأي
أخر الأخبار

الدلنج… تنزف بقصف مليشيا “جنجو شعبية” للمواطنين

متابعات : ريام نيوز
كتب عبد الوهاب أزرق… مداد الغبش
الألم يعتصر القلب
وواقع الحياة في الدلنج أصبح قاتلا و كل صباح تستقبل دانات وقصف، وموت و دماء ، مشاهد هلع الأطفال و تدافع النساء والعجزة لإتقاء القصف العشوائي من أعداء المواطن والوطن تعجز الحروف عن وصفها.

المليشيا تستغفل الحركة الشعبية و تأبى إلا أن ترسم كل يوم بكاء و ملامح من البؤس و توزع الكأبة و الحزن على أوجه المحاصرين في الدلنج الصمود والصابرة و تزداد المعاناة من شظف العيش والضنك وصعوبة كسب الرزق إلى طلب الأمن والأمان و الإحتماء من القذائف الطائشة من مدفع ١٢٠ أو الهاوزر أو الكاتيوشا التي تطلق من مناطق الحركة الشعبية الحليف الجنجويد المؤقت إلى حين إنتهاء المهمة.
القذائف لا تفرق بين الطفل البريء و المسن العاجز والمريض الذى لا يقوى على الحركة من السكان و دانات لا تعرف الرحمة و الشفقة تروع المواطنين وتقتل المدنيين و تجرح العابرين في الطرقات وداخل المنازل.

مشاهد من التراجيديا و الكوميديا و المأساة
تكررت في اليومين الماضيين الخميس والجمعة
أشلاء طفل تتناثر في الفضاء و تفيض روحه الطاهرة إلى بارئها فيصلي عليه في المسجد الذي حفظ ملامحه في مشهد مهيب حيث كان يصلي الصلوات الخمس في جماعة كل يوم بلا إنقطاع ، روحه الطاهرة سوف تلاحقكم أيها القتلة إلى يوم القيامة ، و من نفس المنزل يصاب والد الطفل و تخرج أحشاءه و ينقل بين الحياة والموت وهو الذي كان يود أن يحتفل بزواج إبنته صباح الجمعة فتحول منزل الأسرة من الأفراح إلى الأتراح ورغم ذلك تم الفرح ، والمثل بقول الفرح والكره متباريان.
إمرأة مسنة تصاب بقذيفة و ترقد على دماء ساخنة شهيدة تلقى ربها وهي الذاهبة في طريقها تلقي التحية إلى جيرانها كعادة أهل البلد الطيبين ، ومن على عربة الكارو يسقط ثلاثة مدنيين جرحى ذنبهم أنهم فتروا من الذهاب بالأرجل كل يوم جيئة وذهابا و أرادو الراحة لعدم توفر الوقود للمواصلات العامة فسالت دماءهم على رصيف الأسفلت من على عربة الكارو ، رجل مسن يركب دراجته الهوائية وتناله دانة طائشة ويرقد بسلام مسلما روحه الطاهرة.
شهداء مدنيون أربعة لا يحملوه السلاح سقطوا جراء طيش وغدر الحركة الشعبية والدعم السريع في قصف مدينة الدلنج العشوائي .

الحيرة تصل حد الذهول و مواطن الدلنج يرى ويسمع دوي الدانات التي تأتي من الإتجاه الغربي والشمالي العربي وتقع في المناطق المؤهولة بالسكان و كأن الدلنج ليست من أوتهم و بها أهلهم وقطعت فيها صرة بعضهم و تكافأ اليوم من أبناءها بجحودهم
و مصدر دهشة مواطن الدلنج أن الحركة الشعبية تتحالف مع الجنجويد ضد مواطن الدلنج ، و ديدن المليشيا الغدر والخيانة التي قتلت الأبرياء في الفاشر فقط لأنهم ليسوا من بني جنسهم وسمعنا مقولة أقتل النوباوي الذي عندهم كل من لا ينتمي لعرب الشتات من المليشيا .
ثمة تساؤلات للحركة الشعبية هل نسى قادة الحركة الشعبية أن فضل الله برمة ناصر كان يسلح بعض المكونات ضد أصحاب الأرض في جبال النوبة التي يريد أن يسميها تلال العرب وحفظنا صراخ وعويل الحركة الشعبية التي وقفت ضد المليشيات منذ الثمانينات وهي التي لها خارطة طريق ضد شعب جنوب كردفان.
هل تغير التاريخ أن تغير منفستو الحركة الشعبية ؟

هل قسم الأشعة في مستشفى الدلنج التعليمي الذي دمرته قذيفة هاون أو صاروخ كاتيوشيا من دولة ٥٦ أم من الفلول ، وما ذنب المؤسسات الصحية تدمر بجهل و خنوع للدعم السريع.
الشهداء الذي مضوا من طفل و شيخ و إمرأة هل أيضاً هم من دولة ٥٦ والفلول وهل كانوا يحملون السلاح أم هم مدنيون يجلسون في بيوتهم و بعضهم يمشون في الطرقات في سبيل توفير متطلبات الحياة والبحث عن الرزق الحلال.
و هل هذه الأهداف التي خرجت من أجلها الحركة الشعبية قتل المواطنين
ما دور القيادات وكل من ينتمي للحركة الشعبية
التي فازت يوما بالدلنج واليوم تقصف بهكذا شكل.
أين أجندة الحركة الشعبية التي صدعت بها رؤوسنا بالوقوف مع المهمشين وهي أصبحت تقتل المهمشين في مدينة الدلنج المحاصرة.

بأي معيار وهدف تخوض الحركة الشعبية حربها ضد شعبها وتضع يدها مع القتلة من الدعم السريع وترهب المواطنين.
سوف يذكر التاريخ أن الدلنج عصية وشامخة وصامدة وتدافع بقوات شعبها المسلحة والشرطة وجهاز المخابرات العامة وقوات الإحتياط والمستنفرين وتظل عصية رغم كيد الحاسدين ولا ترهبها الدانات
وللدلنج رب يحميها ولو تكاثرت المؤامرات والحروب
ودعاء المساجد وتضرع الثكالى واليتامى والأرامل كفيل برد المؤامرة

فلتتذكر الحركة الشعبية هذه المقولة أن الدعم السريع لا أمان له ، اليوم تحالفتم معه ضد أهلكم و وفرتم له الأرض ليقصف المواطنين و حتما قريبا سوف ينقلب عليكم فتاريخهم ملئ بالخيانة والغدر واسألوا الهالك كم غدر عمله مع الجميع .
لا تنسوا المثل بالقول أنا وأخوي على إبن عمي وأنا و إبن عمي على الغريب
لكن أنتم مسكتم المثل بالمقلوب فأصبح عندكم أنا ضد إبن عمي وأنا والغريب نقتل إبن عمي.

سوف تندمون على ما فعلتم يوما ما طالما تلطخت أيديكم بدماء أهلكم بتحالفكم مع القتلة من المليشيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى