
متابعات ريام نيوز
في زحمة الحياة وما تحمله من تسارع وضغوط، يظلّ الإنسان بحاجة إلى لحظة يرتّب فيها قلبه قبل يومه، ويستعيد شيئًا من هدوئه الداخلي. ولا ملاذ يهب السكينة كما يهبها القرب من الله؛ ذلك القرب الذي يجعل القلب أكثر احتمالًا، والنفس أعمق فهمًا، والروح أكثر وعيًا بأن ما عند الله خير وأبقى. وقد لخّص القرآن هذا الطريق بقوله: “ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب”.
الطمأنينة التي يمنحها الإيمان ليست هروبًا من الواقع، ولا إنكارًا لما يمر به الإنسان من ابتلاءات، لكنها حالة يقين راسخة تُعلِّم المرء أن لكل أمر حكمة، وأن تدبير الله له يتجاوز قدرته على إدراك التفاصيل. وفي ظل هذا اليقين، يصبح الإنسان أكثر اتزانًا في مواجهة الصعوبات، وأكثر قدرة على تجاوز ما يؤلم دون أن يفقد اتزانه.
تنعكس آثار الطمأنينة في سلوك الإنسان وتعامله مع ما حوله؛ في رضاه بما قُسِم له، وفي صبره على ما ينزل به، وفي سلام داخلي ينشأ من معرفة أن ما اختاره الله خير مما اختاره لنفسه. وقد يكون السرّ في خطوات بسيطة لا تُكلِّف الكثير؛ لحظات من الذكر تُعيد للقلب صفاءه، وتلاوة يسيرة تُنعش الروح، ودعاء صادق يفتح بابًا من الرجاء، وصدقة خفية تمسح عن النفس شيئًا من أثقالها.
إن القرب من الله ليس وصفًا تجريديًا ولا مشهدًا روحانيًا عابرًا، بل قوة داخلية هادئة تمنح الإنسان القدرة على السير بثبات مهما تراجعت الظروف أو تبدلت الأحوال. ومن وُفِّق إلى هذه السكينة، أدرك أن الطمأنينة ليست غياب المتاعب، بل حضور الله في قلب يعرف وجهته جيدًا.
جمعتكم نورًا وطمأنينة، وإلى قبس جديد بإذن الله.



