قصة نجاح رغم قساوة الحرب.. النافذة السودانية الموحدة لصادر الذهب

بورتسودان:هيثم موسى
تكاملت الرؤية الوطنية من كل شركاء صادر الذهب لتنفيذ توجيهات مجلس السيادة الإنتقالي
بإنشاء النافذة
ملحمة إعداد وتأهيل المقر من حلم مشروع لواقع ملموس ، تكاملت فيها الرؤى الهندسية والفنية ، فاستحقت الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس شرف الإنجاز الوطني الكبير
التزام الشركات المُنتجة وتجار الذهب وتسهيلات القطاعات المُساندة إنعكست إيجاباً على سعر الصرف الحالي ، وعاملاً مؤثراً في ارتفاع كمية الذهب الذي يتم تصديره.
واجهت الدولة السودانية حرباً ضروساً ، قضت في خضم نيرانها المستعرة ، على كل أخضر وطموح وأمل ، غير أن صقر جديان السودان ، لم يكن ليهدأ له بال ، حتى يعيد مجده وتاريخه البطولي ، فكانت معركة الكرامة في المدن المستعرة حرباً ، تضحية وفداءا ، وإنتصار تلو إنتصار ، وكانت هنا في العاصمة الإدارية بورتسودان ، تتفتق رؤىً خلاقة لبناء إقتصاد قوي ، وأن كيف تمضي بلادنا في تحقيق أهدافها ، تنمية وعمرانا وصادرات تزاحم أسواق العالم بميزها التنافسية .
ومضت الدولة في رؤاها الإستراتيجية أن تجعل من الذهب مورداً لعافية إقتصادها ، وشريانه الرئيس ، ففي مرحلة ما قبل الحرب أبدت العديد من الجهات ذات العلاقة دون استثناء فكرتها في إنشاء نوافذ موحدة للبضائع المختلفة ، باعتبارها متطلباً أساسياً لتسهيل حركة التجارة وعملية التخليص الجمركي وكوسيلة فعالة لإنتاج حصائل أكبر للصادر ، ولعل أبرز هذه المبادرات المبادرة التي قدمتها الشركة السودانية للموارد المعدنية في إجتماعات اللجنة الإقتصادية كفكرة لإنشاء نافذة موحدة خاصة بصادر الذهب ، لاسيما بعد أن تم استجلاب أحدث التقانات في مجال فحص ودمغ المصوغات الذهبية بواسطة الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس بتنسيق تام مع وزارة المالية والتخطيط الإقتصادي ، بنك السودان المركزي ، قوات الجمارك السودانية ومجلس الوزراء الموقر .
و في ملحمة وطنية جاء تكليف إنشاء النافذة الموحدة لصادر الذهب تنفيذاً لموجهات مجلس السيادة الإنتقالي ضمن مقررات الإجتماع الثاني بتاريخ 26 مايو 2024م الخاص بآلية تشخيص أسباب تدهور سعر الصرف ومطلوبات استقراره والتي تضم كافة ألوان الطيف الرقابي بصادر الذهب.
إشارة الإنطلاق :
وفي 30 يونيو 2024م أعطت القيادة إشارة الإنطلاق بإسناد الترتيب والتشييد وإعداد النموذج المقترح لحركة صادر الذهب للهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس و الشركة السودانية للموارد المعدنية وهيئة الأمن الإقتصادي بمتابعة وإشراف من وزارة المعادن بجانب ( وزارة المالية والتخطيط الإقتصادي ــ وزارة مجلس الوزراء ـــ بنك السودان ــ هيئة الاستخبارات العسكرية- هيئة الأمن الإقتصادي – قوات الجمارك السودانية ـــ وزارة التجارة و التموين ـــ الغرفة التجارية والبنوك التجارية) وتم تكوين فريق وطني وتكليفه بتوحيد إجراءات تصدير الذهب.
وفي 4 يونيو 2024م عقد فريق العمل المُكلف أول إجتماعته الرسمية للترتيب الفعلي لإنشاء النافذة بجانب عقد لقاءات مع الجهات ذات العلاقة لدمج كافة اجراءات الصادر في استمارة موحدة .
بيئة عالمية :
لم تألوا الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس جهداً لتنفيذ التكليف الوطني في الجانب المتعلق بتشييد النافذة الواحدة فبدأت بالتخطيط السليم مستشعرة عظم المسؤولية فكانت ملحمة إعداد وتأهيل المقر من حلم مشروع لواقع ملموس ، تكاملت فيها الرؤى الهندسية والفنية ، ووفرت لشركاء العطاء كل المعينات الفنية وشبكة الإنترنت ومبان ذكية مؤمنه بتقنيات عالية الدقة ، وكهرباء لا تعرف الإنقطاع ، وللعاملين من الجهات ذات الصلة ، مكاتب منفصلة بأدق تفاصيل المساحة والراحة وأداء الصلوات ، كما كانت كافة الجهات دون استثناء عند الموعد مستجيبة لنداء الوطن فقامت وزارة المعادن بزيارة تفقدية للنافذة قبل بدء العمل فيها وسارع بنك السودان المركزي باكمال عملية الربط الشبكي للنافذة الموحدة بينما قامت قوات الجمارك بتفعيل النقطة الجمركية بحيث يتم اصدار الشهادة الجمركية من داخل النافذة وبذات المفهوم قامت وزارة التجارة بفصل إجراءات تصدير سلعة الذهب عن بقية السلع الاخرى لتسهيل مهمة تصدير الذهب داخل النافذة الموحدة لتقوم الغرفة التجارية بتصميم برنامج خاص عن سلعة الذهب وإصدار شهادة المنشأ التي تبرز ملكية جمهورية السودان للصادر ، بينما تقوم الشركة السودانية للموارد المعدنية ووزارة المعادن بإصدار شهادة عدم الممانعة للتصدير مع التزام الاستخبارات العسكرية باتخاذ جميع الاجراءات الخاصة بها من داخل النافذة الموحدة لصادر الذهب ، كما هو الحال لهيئة الاقتصادي الذي يقوم بعمليات الفحص الامني لملكية الذهب من داخل النافذة الموحدة بحيث يجد العميل نفسه محاطا بالرعاية ويكمل بنفسه إجراءاته في ذات المكان ، ولسان حاله هذا ما كنت أرجوه سهولة ويسر ، ورحابة صدر من الجميع .
عزيمة وطنية :
ولأن العزيمة الوطنية حماسها يعانق السماء أصدرت القيادة بتاريخ 2 سبتمبر 2024م قرارها الرسمي من مجلس الوزراء بالرقم (104) لسنة 2024م الخاص بإنشاء النافذة السودانية الموحدة لصادر الذهب ، والذي بموجبه أصدرت وزارة المعادن القرار الوزاري رقم (50) لسنة 2024م بتسمية مراقب للنافذة ليشرف على عمليات التسيير فيما يلي صادر الذهب ، وفي الأول من أكتوبر 2024م باشرت الجهات ذات العلاقة أعمالها تباعاً بالنافذة السودانية الموحدة لصادر الذهب وبات إصدار الوثائق بمباني النافذة السودانية الموحدة لصادر الذهب أمراً واقعاً ظهر أنعكاسه جلياً ساعد في إنجازه التزام الشركات المُنتجة وتجار الذهب وتسهيلات القطاعات المُساندة التي تشمل شركات الطيران المدني والبنوك التجارية فكانت ثمار طيبة إنعكست إيجاباً على سعر الصرف الحالي ، وعاملاً مؤثراً في ارتفاع كمية الذهب الذي يتم تصديره وسلاحاً ماضياً يقف جنباً بجنب مع قواتنا المُسلحة وهي تخوص معركة الكرامة .
هي قصة نجاح إنشاء النافذة السودانية الموحدة لصادر الذهب ، تستدعي مع بشريات النصر ، كل الممكن وبعض المستحيل لبناء سوداننا الجديد ، معاً …. نحو النصر.