لماذا لا تعود موردة السودان عن طريق مصر وتساهم في رتق النسيج الاجتماعي .. بقلم.. أزهري عثمان عبدالحفيظ

في مقابلة إعلامية لموقع بي بي سي سبورت افريكا قال الغاني استيفن إبياه مدرب منتخب السودان إن التأهل لكأس الأمم الأفريقية كان أحد الأهداف التي حددها لنفسه قبل أن توقيع العقد، مع اتحاد الكرة السوداني.
و اضاف الى قوله” السبب الآخر الذي دفعني إلى التوقيع مع المنتخب هو مساعدة الناس في السودان، بسبب الحرب الدائرة في البلاد، لقد أظهر اللاعبون الكثير من التفاني ، من يدري ؟ ربما تنتهي الحرب بفضل كرة القدم. وهذا ما أسعدني”.
و أشار الى امكانية اللاعبين للمساعدة في تغيير الحرب – أو وقفها من خلال التأهل لكأس الأمم الأفريقية ومن ثم كأس العالم ، و زاد على الأقل أعطيتهم شيئًا ينظرون إليه ثم يقاتلون من أجله.
و بنبرة حزينة قال إبياه ان أربعة لاعبين من المنتخب فقدوا افرادا من عائلاتهم المقربة أثناء وجودهم في المعسكر” ، لم يكن الأمر سهلاً ، نواجه كل هذه الصدمات .
و أبان أنه دائمًا يقول للاعبين قبل أي مباراة ، “انظروا إلى أقاربكم، أولئك الذين في الوطن، وما يمرون به، ولنضع بعض الابتسامات على وجوههم ، كرة القدم هي أحد المفاتيح التي يمكن أن تفتح مثل هذه الآمال في زمن الحروب”.
ما ساقني لتقديم تصريح هذا المدرب الفذ الذي حظي بالقبول والمحبة ان بوابة الرياضة عموم معلوم دورها في حل النزاعات والصراعات وحفز قيم التسامح والصداقة والسلام بين البلدان والشعوب، ليطلق عليها (الدبلوماسية الشعبية)، وتجدر الإشارة هنا الى دبلوماسية البنج بونج حين مهد وصول لاعبين امريكيين في كرة المضرب إلى بكين عام72 لزيارة الرئيس نيكسون للصين
كما ان الدبلوماسية الشعبية كانت حاضرة في التاصيل والدعوة للاسلام من خلال كاس العالم في قطر ٢٠٢٢
وايضا حاضرة ونادي الموردة يصلي لاعبيه في جوهانسبيرج جماعة بزي الرياضة فما كان من مسلمي جنوب افريقيا الا إن يقوموا بمؤازرة وتشجيع الموردة داخل الاستاد، كما كانت رسالة وهم يمدحون الرسول سيدنا محمد عليه افضل الصلاة وأتم التسليم في المناسبات والقائمة تطول .
فما ذكرت الاوطان الا وذكرت ام درمان والموردة واحد من مكوناتها وياتي النادي مكملا للاسم (ثقافي رياضي اجتماعي).
فالاندية رسالتها ليست رياضية فقط وانما ثقافية اجتماعية ومالات هذه الحرب وظلالها السالبة كثيرة ولعله وعن طريق الأندية علي مستوي ولايات السودان الامنة يمكننا رتق النسيج الاجتماعي ومحاربة الظواهر السالبة برعايتها للمواهب وانشطتها في المجالات المختلفة . وفي اطار اعادة البناء التنمية بعد انتهاء هذه الحرب.
ولدي تجربة في هذا الخصوص، حضرت القاهرة وانا الموردابي بالفطرة بعد حادثة ضربة بشظايا دانة في اسكان الصحفيين، لم يزرني اي شخص من اصدقائي واحبابي في الموردة وجيراني في اسكان الصحفيين الا القليل اضافة الي اهلي في البيت الكبير ولكن بعد بعد الاعلان عن ضرورة ذهابنا من خلال القروبات للاعب الموردة القومي والمدرب علي سيد احمد لاجراء حوار صحفي الا ووجدت نفسي مع الاخ الحبيب صلاح دسوقي والاخ الدكتور هاني حامد جابر ومن ثم اسرة علي سيد احمد وقضينا يوما حافلا في حضره السودان والموردة.
اذن لما كان التوثيق للسودان والموردة هو القاسم المشترك تداعي الاخوان بالحضور.
نادي الموردة او موردة السودان كما يحلو لعشاقها ان ينادوها لديها قوي بشرية وبنسبة تفوق الثمانين في المائة موجودة بالقاهرة وعليه فان البنية التحتية لكل المجالات موجودة خاصة كرة القدم من لاعبين واداريين ومدربين ومشجعين.
لا شك ان هذه البنيات تؤسس لعودة النادي وذلك باعمال العلاقات العامة والاطلالة من خلال البروتوكولات، التوامة….. الخ
الاهم من وجهة نظري ان الموردة مؤهلة لقيادة المجتمع السوداني في القاهرة والمساهمة مع السفارة والجالية للقضاء علي الظواهر السالبة وانقاذ الشباب والمواهب من مالات هذه الحرب اللعينة .
الخلاصة في حضرة التاريخ والاسماء الكبيرة والنجوم تقصر المسافات وتزول المتاريس وتزوب الجبال ، والسؤال الذي يفرض نفسه وبعد كل هذه المعطيات لماذا لا تعود الموردة عن طريق مصر وتساهم في رتق النسيج الاجتماعي، خاصة وان قانون اللجوء في مصر الذي اجيز مؤخرا يرسم ملامح الامل لتخفيف معاناة السودانيين ، بحق في التعليم الأساسي، وغيرها من مطلوبات العيش الكريم بالرغم من التخوف من الية التطبيق المتمثلة في اللجنة العليا لقبول اللاجئين .
التحية والتقدير لشباب منتخبنا ولمدربهم وهو يتحدث بوعي عن دبلوماسية الرياضة وطموحاته ولكل مكونات الرياضة العاملة في ظل الظروف .
وتمتد التحية لهلاريخ وهم يقومون بنشاط لا يقدر بثمن لا شك بان له ما بعده وبانجازات كبيرة وواضحة ..