الأعمدة ومقالات الرأي
أخر الأخبار

إيمان مزمل الرشيد تكتب في “الأمل الجديد” حين اعتذرت الحياة

إيمان مزمل الرشيد تكتب في “الأمل الجديد” حين اعتذرت الحياة

ريام نيوز ٨ مايو ٢٠٢٥م
ليست كل الانكسارات نهاية…
بل هي حكاية نجاة،
عن قلبٍ صبر طويلًا، فاعتذرت له الحياة بعوضٍ جميل يستحقه.
هي رسالة لكل من ظن أن الجراح عبثٌ أو نهاية…
أخبركم عبرها أن الحياة تمنحنا العوض، حين نؤمن أن عدل الله آتٍ… لا محالة.

المجد لي، أنا التي انكسرت روحي في صمت،
ومرّت بي العواصف، ولم أترك للأنين فرصة للهروب.
قامت قيامتي مرارًا في داخلي،
لكنني كنت أعود كل صباح بوجه هادئ، وصوت مطمئن.
حزني لم يكن عابرًا،
كان حزنًا نبيلاً يمر بهدوء، يهمس في داخلي برقة،
خفيف الخطى… لكنه ثقيل الأثر.
كنت أغسل أوجاعي بالدموع حين لا يراني أحد،
وأرتق شروخ قلبي بالصبر، وبإيمان عنيد،
لأمنح العالم ابتسامة لم يتوقعها،
ابتسامة أرقّ من كل شيء ينهار بداخلي.
المجد لي،
لأنني لم أطلب عزاءً في فقد أو فراق،
ولم أستسلم لخيباتي وعثراتي.
عبرت الجحيم وحدي، وخرجت منه أكثر إنسانية،
أكثر نضجًا… وأكثر رحمة.
هربت من ضجيج الحزن والانهيار،
وسلكت طريق السعي والتأمل.
جعلت من شروخ قلبي معبرًا لطريق النجاة،
وأشعلت في عمق العتمة شعلة لم تنطفئ بداخلي.
ورغم كل ما سقط في طريقي،
ظل في قلبي إيمان بأن شيئًا جميلاً قادم،
وأن هذا الصبر كله لن يُهدر،
وأن من العدل أن ينير الله طريقي يومًا ما،
وأن قلبي النقي… لن يظل وحيدًا إلى الأبد.
ثم…
أرسل الله إليّ نورًا أهتدي به،
واعتذرت لي الحياة أخيرًا.
كأنها نظرت إليّ وقالت:
“لقد كنتِ تستحقين هذا وأكثر.”
فأهدتني روحًا تشبه الضوء،
شخصًا جاءني بعد تعب طويل، وخيبة بعثرت قلبي،
فصنع من فتات قلبي زهرة،
تحمل في حضوره عوضًا عن كل ما انكسر،
عن كل ليلٍ بكيت فيه وحدي،
عوضه ضحكًا وسرورًا، عن كل وداعٍ لم أفهمه،
وعدًا أحسبه أصدق ما يكون.
لم يكن مجرد محب،
كان وطنًا حنونًا، دافئ الحضن،
مكانًا آمنًا أركض إليه دون تردد،
كان مرآة تعكس روحي بأجمل إطلالة… وأحبّ ما رأيت.
اليوم،
أعلم أن كل ما مضى كان طريقًا قادني إليه،
وأن كل ما سيأتي… سأعيشه بامتنان،
لمجرد هذه المشاعر، وهذه الرغبة التي كأنها وُجدت من أجلي.
ولأنني انتظرت الضوء بصدق…
جاءني أجمل مما تخيّلت.

لم يكن ما مررت به عبثًا،
كل دمعة علّمتني،
وكل صمتٍ منحني قوة وحكمة.
واليوم، حين ألتفت للخلف،
أرى امرأة عبرت كل ما هو قاسٍ،
وها هي واقفة…
أقوى، أهدأ، أرقّ، وأجمل في داخلها.
لأنني نجوت بي… فإنني اليوم أزهر،
وأعرف تمامًا أنني أستحق كل هذا الضوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى