
علام عوض يكتب : سقوط الأقنعة
ريام نيوز ٨ مايو ٢٠٢٥م
وسط تصاعد الأزمة السودانية، كشف بيان الإمارات الأخير عن مواقف كانت تُدار في الخفاء ، لتعلن بوضوح انحيازاً لدور أبوظبي في دعم الحرب في السودان و بالمقابل جاء رد الحكومة السودانية واضحاً وحازماً ، ملتزماً بالدبلوماسية والسيادة الوطنية في مواجهة التدخلات الخارجية.
سقطت سلطة أبوظبي وظهر جليا ما كانت تحاول اخفاءه طوال عامين من الحرب ، أصدرت بياناً يظهر الشفقة و التبلد وهي عاجزة عن الرد على سيادتها وزراة الخارجية السودانية و يوضح مدى التجاهل الفاضح أو ربما الجهل بالقوانين الدولية التي تضبط العلاقات الدبلوماسية بين الدول.
مايلفت في بيان أبوظبي قولها إنها “لا تعترف بسلطة بورتسودان” وهي عبارة درج على استخدامها مستشارو قوات الدعم السريع حليفها العسكري المتمرد الذي تمده بالأسلحة و الوسائل التكنولوجية بهدف إسقاط نظام الدولة كانت تكتبها لهم من وراء حجاب لكنها اليوم نطقت بها علناً على غير عادة مقارنة بخطاباتها السابقة خلال فترة إشعال الحرب ، تلك التسمية تنمو عن قلق داخلي للإمارة الأمارة بالشر و مدى تماشيها مع إنحطاط إسلوب المليشيات التي تدعمها.
و رغم الأذى الذي ألحقته الإمارات بالسودان سياسياً وأمنياً واقتصادياً فإنه لم يخرج عن إطار الدبلوماسية و الأدب في تعامله معها ، لكن البيان الإماراتي الأخير جاء ليكشف ما تضمره النوايا بحبر بيانها المتناقض تناقض المواقف ، وتبجّح سياسي لا يخلو من التخبط. فإن كانت الإمارات حقًا حريصة على الشعب السوداني فلتكف عن دعم المليشيات المسلحة ، ولتدع للشعب السوداني حق اختيار قيادته بنفسه كيف لا وهو من أسس دولتكم و أنار لكم الطرق أمام المجالات المختلفة السياسية ، العسكرية ، الاقتصادية و غيرها لذلك عودوا إلى رشدكم هداكم الله ، فهذا الشعب يستحق الاحترام لا الوصاية.
الأمارات سرطان المنطقة هذه الدويلة التي تحوّلت إلى ممرّ لأجندة إقليمية و دولية ، تنفذها طمعاً في النفوذ والربح ، حيث زادت معدلات إستثماراتها التي تسمى بالمبادلة بنسبة 10% خلال الخمس سنوات الماضية شملت أصولًا استراتيجية من بينها المعادن. ويبقى السؤال المُلحّ: كم من ذهب السودان تم تهريبه خلال هذه الفترة عبر قنوات غير شرعية و بمساعدة مليشيا الدعم السريع المتمردة ؟
….
رغم كل المؤامرات ، سيبقى السودان شامخاً ، يسقط الأقنعة الزائفة ، ويصون سيادته الوطنية دون تفريط بإرادة ابناءه دون تبعية أو وصاية.



