الأعمدة ومقالات الرأي
أخر الأخبار

مسارات / محفوظ عابدين يكتب :نبقة الكهرباء

مسارات / محفوظ عابدين يكتب :نبقة الكهرباء

ريام نيوز / الجمعة ١٣ يونيو ٢٠٢٥م
قد يكون الحادث الذي تعرض مدير العام لشركة كهرباء السودان المهندس عبد الله أحمد محمدعلي وهو في طريقه من بورتسودان الى عطبرة قد يكون الامر حادثا عاديا وقد يحدث لاي شخص آخر لاي سبب من الاسباب التي تؤدي لانقلاب السيارةوهي تكوين الطريق بين أزيز عجلاتها
ولكن هذا الرجل رغم انه الرجل الاول في تلك الشركة الكبيرة المرتبطة بحياة الناس في صغيرها وكبيرها كان بإمكانه ان يوجه لمهمته عبر وسائل الاتصال أو يكلف من دونه في المسؤولية للقيام بهذا الرحلة والتي جاءت اثناء عطلة عيد الاضحى المبارك وهذا سبب آخر يجعلنا (نربت) على (كتف) هذا المهندس وهو يتحرك بنفسه من بورتسودان الى عطبرة لوحدة لايخشى إلا الذئب على غنمه لان الامان اصبح منتشر كما الإسلام في ذلك الوقت.
ولان المهندس عبد الله خرج من بيته في إجازة مستحقة وترك أولاده لتفقد احوال المواطنين من خلال الاطمئنان على استمرارخدمة التيار الكهربائي رغم الضغوط الكبيرة التي عليها ،وانقلبت سيارته وسخر الله له رجلا لانقاذه لأن حركة المرور أيام العيد قليلة ومتقطعة خاصة في طرق المرور السريع وتم انقاذه ووجد الاهتمام من غرف الطواريء في مستشفى الشرطة والسلاح الطبي بعطبرة.وهذا مؤشر جيد ان المؤسسات الطبية التابعة للقوات النظامية في حالة استعداد تام
والمهندس عبد الله واحدا من ألاف المهندسين وعشرات الالاف من العاملين الذي يعملون في الشركات المتعددة التابعة للكهرباء ان كانت في (نقل) أو (التوليد) أو (التوزيع) دون توقف من اجل استمرار الخدمة ولكن زاد من اعباء هؤلاء تلك الاستهدافات من قبل المليشيا المتمردة على محطات التوليد والتحويل في الكهرباء.لتزيد العبء عليهم في عمليات الإصلاح ولتزيد من سخط المواطنين على اهل الكهرباء وعلى الحكومة. ولكن كل صبر على الاخر حتى إتى جهد المهندسين أكله واتوا حقه يوم اصلاحه
وحقيقة ان كان هنالك تكريم فإن العاملين في قطاع الكهرباء يستحقون ذلك لانهم يبذلون جهودا غير عادية من اجل استمرار التيار الكهربائي في كل ولايات السودان.
والآن بعض المناطق في عدد من الولايات بدأت في استعادة خدمات الكهرباء وإن كانت العودة بطيئة،وهذا يتطلب من إدارة الكهرباء ان تكون عادلة في توزيع ماهو موجود من طاقة كهربائية بالقدر الذي يحقق. العدالة والمساواة حتى لو كان عبر برمجة معروفة لكل الناس والمواطن السوداني أصلا طبيعته متكافل ومن امثاله الشعبية (الفقراء اتقسموا النبقة)،ونبقة الكهرباء تحتاج الى هذه القسمة ليس بين الفقراء فقط ولكن بين (الفقراء) و(الاغنياء)
والشعب.السوداني مثل ما كان مستعجلا لانتصارات القوات المسلحة وهو بنفس القدر كان مستعجلا لعودة التيار الكهربائي دون ان يعرف الحقائق على الأرض.
ومثل ما قال رئيس الوزراء كامل إدريس ان لاتوجد بينه وبين المواطن مسافة بينما يقف من كل القوى السياسية على مسافةواحدة
وكذلك العاملون في الكهرباء يلتحمون مع المواطن ويعملون دائما من المسافة (صفر) ويخرجون الناس من (الظلمات) الى (النور) مع الفارق.
ويرددون مع الفنان مع الامين وداعاً يا(ظلام) الهم على أبوابنا ما تعتب
ومرحب يا صباح( النور) قرب تعال ما تبتعد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى