مسارات / محفوظ عابدين يكتب :من هو ملك (الخداع الاستراتيجي)؟. البرهان أم إسرائيل ؟!!

مسارات / محفوظ عابدين يكتب :من هو ملك (الخداع الاستراتيجي)؟. البرهان أم إسرائيل ؟!!
ريام نيوز ١٤ يونيو ٢٠٢٥م
ولعل أولى العلاقات بين الفريق عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان واسرائيل هو ذلك اللقاء الذي جمع البرهان ونتنياهو رئيس وزراء اسرائيل في مدينة عنتبي اليوغندية حيث اثار هذا اللقاء جدلا واسعا وكثيفا.
وكان هذا اللقاء هو لقاء يمثل (الخداع الاستراتيجي) في أعلى قمته كما يسمونه في لغة الرياضة ب (الدربي) هو اللقاء الذي يجمع قمة الكرة في البلد الواحد كما في اسبانيا (ريال مدريد) و(برشلونة) وفي مصر( الاهلي) و(الزمالك) وفي السودان (الهلال) و(المريخ).
والسؤال الذي يطرح نفسه لمتابع هذه السطور ،اين القمة هنا في( الخداع الاستراتيجي) الذي يجمع بين اسرائيل والبرهان.
وامس مارست إسرائيل (الخداع الاستراتيجي) للقضاء على قادة ايران العسكريين وعلمائها في المجال النووي في يوم واحد.
والتعريف البسيط( للخداع الاستراتيجي ) هو إيهام العدو أو الطرف الاخر بمعلومات غير صحيح أو مضللة تدفعه باتخاذ قرارات خاطئة تخدم مصلحة الطرف الذي يمارس الخداع.
وامثلة (الخداع الاستراتيجي) كثيرة ولكن اشهرها والمعروفة لدى كل الناس هي قصة (حصان طروادة).
و(الخداع الاستراتيجي) ليس قاصرا على المجال العسكري فقط ولكن يدخل في المجال السياسي والاقتصادي.
ولهذا كان هنالك اجماع بان اسرائيل تمارس هذا النوع من (الخداع الاستراتيجي) الحفاظ على (كيانها) و(امنها)، ونجحت فيه عدة مرات ولكنها من خدعت به عدة مرات مثل كان في حرب اكتوبر (1973)م بين مصر واسرائيل، وكانت الغلبة فيها لمصر.والهزيمة لاسرائيل.
والفريق عبد الفتاح البرهان قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي وهو لمن لايعرفون ان واحدا من دراسات البرهان العليا في العلوم العسكرية كانت في( الخداع الاستراتيجي) ولعل العنوان الابرز لهذا (الخداع الاستراتيجي) هو الذي مارسه البرهان حتى يخرج البلاد من تلك المؤمرات والمخططات الدولية والإقليمية التي كانت تستهدف السودان بعد ذهاب الحكم البشير في العام( 2019)م، عن طريق مليشيا الدعم السريع.
وبدأ البرهان (مسكينا)و( طائعا) في يد قائد الدعم السريع ، حميدتي يطلب والبرهان ينفذ، ألغي المادة( 5) في قانون الدعم السريع المجاز في العام (2017)م التي تقيد قوات الدعم السريع فنفذ البرهان ، حميدتي يطلب من البرهان حل هيئة العمليات التابعة لجهاز الامن فينفذ البرهان دون اعتراض، حتى ظن الناس وليس الناس فقط ، بل قادة كبار في الجيش ظنوا ،أن البرهان (مسحور) اي تعرض لعملية (سحر) ليكون طائعا لتنفيذ طلبات حميدتي ولكن البرهان كان كل هذا الوقت يمارس في( الخداع الاستراتيجي) ليعرف حجم التأمر وابعاد المخطط الدولي والإقليمي وظن حميدتي انه نجح وارتفع بقواته من (20) ألف الى (120) ألف خلال عامين اويزيد قليلا وزاد من قدرات العسكرية واللوجستية وظن انه قادر على ابتلاع الدولة السودانية في ساعات
الى ان جاءت وقت الاتفاق الإطاري والذي كان جزءا من المخطط ،ونقطة الخلاف فيه كانت هي (دمج) قوات دعم السريع في الجيش حيث كان مقترح الجيش هو ان يتم الدمج في (عامين) ومقترح الدعم السريع ان يتم الدمج في (عشر) سنوات.
وخرج قادة الجيش من الاجتماع في قاعة الصداقة وبدات الآلية السياسية والاعلامية لمساندة للدعم السريع في حملتها( الإطاري أو الحرب).
وفي هذا الوقت تكشف للبرهان وقادة الجيش الكثير من الحقائق ،وظن الدعم السريع ومعاونيه في الداخل والخارج ان الفرصة مواتية لاشعال الحرب وإبتلاع الدولة السودانية.
وفي الأيام الأولى للحرب بدأت الانتصارات الزائفة والمدعومة اعلاميا وسياسيا للدعم السريع ، وبدات القوات المسلحة السودانية كأنها تتراجع أو تدافع ولكن اكتشف الناس ،وايضا كبار قادة الجيش في الداخل والخارج ان هذا كله كان ضمن( الخداع الاستراتيجي) الذي كان يمارسه قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان ،ومن ابرز مخرجاته (الحفر بالإبرة).
واستطاعت القوات المسلحة بفضل تنفيذ( الخداع الاستراتيجي) من القضاء على المخططات والمؤامرات. واستطاعت القوات المسلحة التعامل معها في بعدها( الدولي) و(الإقليمي) و(الداخلي)
وبفضل (الخداع الاستراتيجي) الذي مارسه القائد العام الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان استطاعت القوات المسلحة من (تدمير) مليشيا الدعم السريع في( عامين) بدلا من دمجها في الجيش خلال (عامين).
هل اتضحت الرؤية ؟ السؤال من هو ملك الخداع الأستراتيجي (البرهان) ام( اسرائيل)؟!!!