
رسائل / بروفيسور.مجذوب محمد توم يكتب: رحلة العودة
ريام نيوز ٤يوليو ٢٠٢٥م
تسير رحلات العودة هذه الأيام من شمال الوادي صوب جنوبه ، بأعناق تشرئب إلى الديار ، ومقل تفيض من حرارة الشوق .
تصادف الرحلات انكسار درجة الحرارة ، بعد أن هبت رياح الصعيد ، المشبعة برزاز الخريف، ورائحة الدعاش .
تذكرني بصديقي محمد عبد الجابر الذي كثيرآ ما كان يردد بيت الشعر النبطي:
*البلد السمح وهواه عجبنا ما بدوك لولاد أم فطورآ جبنة*.
وأجواء الخريف لها مكانة عند أهل البادية في السودان ، إذ يصفها فحل شعرائها الحاردلو : *الشم خوخت بردن ليالى الحرة ،والبراق برق من منا جاب القرة ، شوف عينى الصقير بى جناحو كفت الفرة ، تلقاها ام خدود الليله مرقت بره* .
بدأ الغيث ينهمر ، ماءآ زلالآ ، لتزدان الأرض بحلة خضراء، فتستقبل العائدين ، ويمتلئ الضرع ، لبنآ خالصآ سائغآ للشاربين .
ماء عذب وطعام طيب وهواء عليل.
تلك هي منة الله ، التي لا يحجبها شيئ سواه ، وهو القائل :
( *أفرأيتم الماء الذي تشربون، أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون* )
حللتم سهلآ أيها العائدون لوطنكم ودياركم ، فهنيئآ لكم وقد أعاد الله كرامتكم وحفظ أمنكم ، فهو القادر على ذلك .



