محفوظ عابدين يكتب : مسارات / عراب النظام…بين دكتور (الترابي) ودكتور (الحفيان).

محفوظ عابدين يكتب : مسارات /
عراب النظام…بين دكتور (الترابي) ودكتور (الحفيان).
رغم ان الانظمة العسكرية التي مرت على السودان كانت وراءها قوى سياسية هي التي دفعتها الى السلطة اي كانت كيفية الاسيتلاء عليها بدءا من عبد الله الخليل في حزب الامة الذي سلمها للفريق ابراهيم عبود في العام (1958) وجاء الحزب الشيوعي الذي كان وراء إنقلاب مايو بقيادة جعفر النميري الذي نفذه في العام (1969) م ثم جاء التعبير الذي احدثه عمر البشير في العام (1989) اي بعد عشرين عاما من انقلاب نميري ، وكانت وراءه حزب الجبهة الاسلامية القومية الذي يتزعمه د.حسن الترابي كما اشارت المعلومات والوقائع بعد ذلك
ولكن كلمة (عراب النظام) لم ترتبط إلا بنظام عمر البشير، كانت الإذاعات ووكالات الانباء العالمية في السموات الأولى لحكم البشير كانت تلحق في نهاية اي خبر للرئيس البشير جمل وعبارات متعددة ومتكررة لكن معناها ورسالتها واحدة مثل نظام البشير الذي تدعمه الجبهة الاسلامية المتشددة بزعامة الدكتور حسن الترابي. خاصة اذاعة الBBC البريطانية في ذلك الوقت ،او عندما يأتي خبر الترابي كانت تلصق عليه عبارة. (عراب النظام)
ولكن عبارة (عراب النظام) هذه ظهرت من جديد في قاموس الإعلام السوداني هذه الأيام خاصة مع بدء التشكيل الوزاري لحكومة رئيس الوزراء كامل إدريس.
وكامل إدريس استعان باحد الاكاديميين المعروفيين وهوخبير معروف في الدوائر الاوربية والامريكية في دائرة الإختصاص والاهتمام وهو الدكتور حسين الخليفة الحفيان وهو صديق للدكتور كامل إدريس رئيس الوزراء منذ زمن الدراسات العليا والعمل في أوربا وقد استعان به ليؤازره في انجاح العمل وتكون فريق الوزراء لخبرته ومعرفته.
ولكن بمجرد ان عُرفت العلاقة بينه وبين الرئيس البرهان انطلقت عليه حملة من غير هدى ولا كتاب منير وصلت الى ان تطلق عليه (عراب النظام) ليكون مع د.الترابي في مرتبة واحدة .
والذي الذي يجمع بين الحفيان والترابي( عراب) نظام الانقاذ أنهما دراسا في جامعة الخرطوم الأول درس اقتصاد والثاني قانون ،الحفيان والترابي أكملا دراستهما العليا في أوربا الأول في بريطانيا والثاني في فرنساجامعة (السربون)
والذي يجمع بين (الحفيان) و(الترابي) أنهما (احفاد) و(أبناء) شيوخ معروفين على مستوى السودان الاول من نسل الشيخ علي الحفيان والثاني من نسل الشيخ الترابي ود النحلان.
نعم الترابي قد يكون (عرابا) لنظام الانقاذ لانه هو زعيم الحزب الذي سيطر على مقاليد الحكم سياسيا وروحيا ،وهو المنتفذ في كل أجهزة الدولة من خلال قيادته للدولة السودانية في (الخفاء)في بداية الحكم أو في (العلن) عندما تولى رئاسة البرلمان والترابي له اسم وعمل وفعل في تاريخ العمل السياسي في السوداني والذي ظهر بشكل لافت مع انطلاق ثورة اكتوبر في العام (1964)م ومصارعته للانظمة العسكرية خاصة نظام مايو ودخل السجون عشرات المرات حتى في نظامه الذي هو( عرابه )ادخله السجن.
أما الدكتور حسين الحفيان هو مجرد مساعد أو مستشار لفترة محدودة لصديقه في بلاد الغربه كامل إدريس الذي تم تكليفه بتشكيل الحكومة وادريس من حقه ان يتسعين بمن يراه مناسبا.
والدكتور حسين الحفيان لم يكن (سياسيا) ولم يتزعم اي عمل سياسي حتى في أيام الجامعة ولم يكن عضوا في حزب سياسي ناهيك ان يكون رئيسا.
حسين الحفيان لم يدخل السجن بسبب مناهضته للانظمة السياسة ولا لمصارعته الانظمة العسكري ولم يدخل السجن أصلا لاي سبب ان كان سياسيا أو غيره.
الدكتور حسين الحفيان لايملك (سيطرة)ولا(نفوذا) على اجهزة الحكومة والدولة كما كان دكتور الترابي.
وحسين الحفيان هو مجرد مستشار استعان به صديقه لمساعدته في انجاز مهمة محددة ،وكما في النظرية ينتهي( التأثير بزوال المؤثر) بعد ان يكمل كامل إدريس حكومته ،قد يعود الحفيان الى ادراجه من حيث أتى
وهنا لامقارنه بين الترابي والحفيان حسب ما ورد من حيثيات اعلاه ،والترابي يمكن اطلاق عليه (عراب) نظام الانقاذ بما يملك من قوة ونفوذ وتاريخ سياسي ،ولكن الدكتور حسين الحفيان الذي تزعم وسائل الإعلام انه عراب هذا النظام هو مجرد مساعد أو مستشار لحين ،
وقد تكون كل هذه (الضجة) الاعلامية أو هذه(الحملة) الاسفيرية التي يتعرض لها دكتور حسين الحفيان فقط لصلة القرابة تربطه برئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان وهذه ليست سببا كافيا لشن هذه الحملة الاعلامية والاسفيرية لأن كامل والحفيان صديقان منذ عشرات السنين قبل ان يصل البرهان الى سده الحكم في السودان.