رشا بدرالدين تكتب : من قلب الوجع
ريام نيوز ١٨ يوليو ٢٠٢٥م
رغم كل الأضرار التي لحقت بولايات السودان من سرقة وقتل وخراب على يد قوات الدعم السريع، إلا أن جنوب كردفان لم تنل نصيبها من الاهتمام الإعلامي، ولم تحظَ بالانتشار الواسع كما غيرها.
فأين جنوب كردفان من تلك النصوص التي تُكتب وتُنشر على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وفي الصحف الورقية والإلكترونية؟ أليست هي الأخرى قد ذاقت ويلات الحروب؟ أليست هي من عانت انتهاك الأعراض، والتجويع، والتشريد، والترمّل؟ أليست هي من تقطّعت قلوب أمهاتها وهنّ يودعن أبناءهن شهداء، ملفوفين في الأكفان بدل أن يُزفوا عرساناً في مواكب الفرح؟
لماذا يُغضّ الطرف عن هذه الولاية، وهي الرافد الحيوي المغذي لوطننا العزيز؟ كردفان، أرض السُّمرة والأصل النبيل، أرض الجبال الشامخة والخضرة الدائمة، والوجه الحسن. كيف نسمح لتلك الأرض الخصبة أن تموت تحت وطأة الحصار الذي تفرضه قوات بربرية لا تفقه سوى القتل والنهب؟ تتجول فيها طولا وعرضًا، تحرم مواطنيها من أبسط حقوقهم: الرعي، والزراعة، والتعليم.
جنوب كردفان اليوم محاصرة، تختنق بين كماشة حركة الحلو من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى. إلى متى تظل مناطق مثل الدلنج وكادقلي بعيدة عن الأضواء؟ محاصرة، مجهولة، ومنسية؟
كردفان، أمّ الخير برًا وجوًّا، أرض الجبال وعروس الرمال… تناديكم.
أنقذوا جنوب كردفان، فإنها تحتضر على أيدي تجار الأزمات، وميليشيات الدعم السريع، وحركة “الحلو” الذي لم يترك فيها من الحلاوة شيئًا.
