الأعمدة ومقالات الرأي
أخر الأخبار

عوض الله نواي يكتب : أمجد فريد.. السياسة لا تعرف العداوة الأبدية

عوض الله نواي يكتب : أمجد فريد.. السياسة لا تعرف العداوة الأبدية

ريام نيوز ١٩ يوليو ٢٠٢٥م
اليسار واليمين… حكاية لا تنتهي

– في السودان، صراع اليسار واليمين يشبه معارك الديكة؛ كثير من الريش المتطاير، ولا بيضة واحدة في النهاية. اليساري يرى اليمين كتلة رجعية غارقة في الظلام، واليميني يرى اليسار مجرد مرتزقة سفارات وكتبة تقارير. وبين هذا وذاك، بقي الوطن حلبة لتصفية الحسابات القديمة لا مشروعًا لدولة حديثة.

– ولأننا بارعون في تجديد الخصومات أكثر من تجديد الأفكار، ظل البعض يظن أن الوطنية شهادة ميلاد أبدية تُمنح لجماعة وتُسحب من أخرى بقرار حزبي!

خلفية وطنية لا تُشترى

-أمجد فريد الطيب ليس وجهًا طارئًا في السياسة. تاريخه في العمل المدني طويل، ومواقفه في الثورة واضحة. لم يُعرف عنه التكسّب باسم الشهداء، ولم يركب موجة المحاور الخارجية مثل كثيرين. كان يعمل بهدوء، بعيدًا عن ضوضاء “سماسرة الثورة” الذين يتحدثون أكثر مما يعملون.

*ظهوره مع كامل إدريس… زلزال القحاحيط*

– ثم ظهر الرجل إلى جانب كامل إدريس، فاهتزت أركان “القحاحيط” كأن الأرض ضاقت بهم. كيف يتجرأ ويقف مع رجل لا يرضون عنه؟! وكأن الثورة ملكية مسجلة بأسمائهم، ومن خالفهم فقد “خان الدم”!

نسي هؤلاء أن أمجد فريد لم يبع الثورة في مزاد السياسة، ولم يغيّر جلده. هو فقط اختار أن يصطف حيث يرى مشروع دولة، لا مشروع صراع أبدي على كراسي بلاستيكية يهتز عليها الهتاف أكثر مما يهتز عليها التاريخ.

*السياسة ليست مقبرة للثأر*

– السياسة – يا سادة – لا تقوم على العداوة الدائمة. التحالفات تتبدل، والمواقف تتغير، والمقياس الوحيد هو مصلحة الوطن لا “جردة حسابات شخصية” بين اليسار واليمين.

أمجد فريد بفهمه هذا سبق كثيرين ما زالوا يظنون أن الوطن حقل تجارب لمراهقتهم السياسية.

خاتمة… وطن تنهشه الضباع

– وفي النهاية، يبقى اليمين واليسار مشغولين بمعاركهم الكلامية، بينما الوطن نفسه جسدٌ تنهشه الضباع الجائعة؛ ضباع المليشيات، وضباع الفساد، وضباع الارتزاق السياسي.

– أما الذين يفهمون – وأمجد فريد أحدهم – فيدركون أن المعركة اليوم ليست بين يسار ويمين، بل بين من يريدون إنقاذ هذا الجسد المنهك، ومن يتركونه وليمة مفتوحة لكلاب الليل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى