
ريام نيوز – 25 يوليو 2025م
التواضع خُلق جليل، لا يتحلّى به إلا من عرف قدر نفسه أمام الله، وتذكّر أنه مخلوق ضعيف مهما بلغت قوته، وأن الكبرياء لا يليق إلا بالله وحده. التواضع لا يُنقص من قدر الإنسان، بل يرفعه، ويحبّبه إلى القلوب، ويجعل له في النفوس مقامًا عظيمًا دون أن يسعى إليه.
قال النبي ﷺ:
“ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله”.
فانظر كيف يكون التواضع سببًا للرفعة الحقيقية، لا الزائفة، رفعة عند الله أولًا، ثم في قلوب عباده.
التواضع ليس ضعفًا، بل قوّة يملكها الأوفياء، الذين لا تغرّهم مناصبهم، ولا أموالهم، ولا علمهم، فيظلون قريبين من الناس، يسمعون، ويحترمون، ويُقدّرون الآخرين دون تعالٍ أو ازدراء.
ومن ثمار التواضع الطيبة:
• كسب محبة الناس ودعائهم.
• إزالة الكِبر من القلب، وتطهير النفس من الغرور.
• تعزيز روح الجماعة والتعاون.
• نيل رفعة في الدنيا والآخرة.
كيف نغرس التواضع في نفوسنا؟
نبدأ بتذكُّر نعم الله علينا، فهي ليست منّا بل من فضله، ثم بالنظر إلى من هم أقل حظًا في الدنيا، والتفكّر في حال من سبقونا إلى القبور وهم لا يملكون شيئًا مما كانوا يفتخرون به. ومخالطة المتواضعين، والاقتداء بسنة النبي ﷺ، تعين القلب على ترك الكِبر وحب الظهور.
التواضع خُلق الأنبياء، ولباس الصالحين، وهو نور يضيء القلب، ويهدي الإنسان إلى سكينة لا يعرفها أهل التعالي. فلنكن ممن تواضع لله، فرفعهم، وممن مشوا على الأرض هونًا، فكتب الله لهم في السماء ذكرًا جميلًا.
جمعة مباركة