*د.فردوس عمر عثمان عبد الرحمن تكتب : رسالة في بريد الدكتور كامل إدريس / المرأة في غرب كردفان بين التهميش والنظرة الدونية*

ريام نيوز ٣١ يوليو ٢٠٢٥م
إلى الدكتور كامل إدريس الرمز الوطني والفكري المعروف صوت العدالة وكرامة الإنسان…
نكتب إليك اليوم لا نحملك وزر التهميش بل نضع بين يديك مرآة الواقع لعل صوتك – وهو مسموع – يعيد للمرأة في غرب كردفان والغرب السوداني عامة بعضا من حقها وبعضًا من اعتبارها وبعضا من صوتها الغائب قسرا عن مواقع القرار ومراكز التأثير.
فرغم ما أحرزته نساء الإقليم من نجاحات علمية مرموقة ورغم ما أظهرنه من صبر وكفاءة وعطاء في أحلك الظروف لا تزال المرأة هناك تواجَه بنظرة دونية وتُقصى عن مراكز القرار والتأثير لا لضعف في مؤهلاتها بل لضعف في إرادة الاعتراف بها كشريك حقيقي في المجتمع.
كم من امرأةٍ نالت درجة الأستاذية أو الدكتوراه لكنها تحاصر في الميدان الاجتماعي بنظرةٍ تقلل من شأنها، وكأن شهاداتها ليست سوى زينة في إطارٍ منزلي! وكم من امرأة تحمل بين أضلعها مشروع تنمية وإصلاح لكنَّها لا تستشار، ولا يسمع صوتها، فقط لأنها امرأة.
في الغرب لا تزال الأعراف تقيد العقل وتغتال الطموح فتجعل من المرأة “ظل رجل”، مهما سمت قامتها الفكرية ومهما علت درجتها العلمية. تُمجد إن سكتت وتستبعد إن طالبت وتخون إن حاولت أن تقول: “أنا موجودة”.
هذه ليست مجرد معاناة شخصية بل هي مظهر من مظاهر الخلل في بنية المجتمع ونذير خطر على التنمية فكيف تنهض أمة تقصي نصفها؟
نكتب إليك لأنك رجل قانون وعدل وفكر ولأنك من أبناء السودان الذين وعَوا قيمة الإنسان رجلاً كان أم امرأة، ونأمل أن تكون هذه الصرخة بداية لحوار جاد وموقف منصف وتبني لقضية مستحقة: قضية إنصاف المرأة في غرب السودان.
فلربما يأتي اليوم الذي يقال فيه لامرأة غرب كردفان: “مكانكِ حيث ينبغي لا حيث يراد لك أن تكوني”
وأملنا فيك كبير، يا د. كامل إدريس – رئيس وزراء السودان الحلم – أن تكون نصيرا لهذه القضية وقائدا لمرحلة تعيد للمرأة السودانية مكانتها الطبيعية لا على هامش المجتمع، بل في صميم القرار والبناء.
نعول عليك كثيرا أن تكون اليد التي تنتشلها من التهميش والعقل الذي يعيد الاعتبار لكفاءتها والصوت الذي يسمع حين يصمت الآخرون.
دوما
*د.فردوس عمر عثمان عبد الرحمن*
*استاذ تقنيات النشر الالكتروني المشارك*
*عميد المكتبات*
*غرب كردفان – النهود*



