بمناسبة مرور ثمانين عاما علي القنبلة الذرية التي القيت علي اليابان
للذكري والتاريخ والاعتبار...

ريام نيوز ٧ أغسطس ٢٠٢٥م
من هو
روبرت أوبنهايمر
“أبو القنبلة الذرية”
التي غيرت مسار الحروب والعالم؟
في لحظة واحدة، انفجرت السماء فوق مدينة هيروشيما اليابانية. وتحولت الحياة إلى رماد. لم يكن ذلك مجرد حدث عسكري عابر، بل كان ولادة عهد جديد في تاريخ البشرية؛ عهدٌ تحكمه الذرة ويهدده الفناء. وكان خلف هذا التحول المرعب رجل واحد يُعرف “بأبي القنبلة الذرية”، يدعى روبرت أوبنهايمر. عالم فيزيائي أمريكي عبقري، حمل على كتفيه أعظم إنجاز علمي في القرن العشرين وأثقل شعور بالذنب في التاريخ المعاصر. فمن هو هذا الرجل الذي تنقل بين المعادلات الفيزيائية وأروقة السياسة، بين قاعات الجامعات ومختبرات الموت وبين المجد العلمي والندم الإنساني…
……….. ……
إعداد:
طاهر هاني
…….. ………. …..
يُلقّب “بأبي القنبلة الذرية”، ويُعد أحد أبرز العلماء الذين مكنوا الولايات المتحدة الأمريكية من التقدم أشواطا هائلة في المجال العسكري، بفضل إشرافه على صنع أول قنبلة نووية دمرت مدينة هيروشيما اليابانية صباح يوم 6 أغسطس/آب 1945.
إنه الفيزيائي الأمريكي ذو الأصول اليهودية روبرت أوبنهايمر، الذي خصصت له قناة “بي بي سي” البريطانية فيلما وثائقيا من سبعة أجزاء تناول حياته العلمية والسياسية وسيرته الذاتية.
ولد أوبنهايمر في مدينة نيويورك في أبريل/نيسان 1904 في عائلة ثرية. إذ كان والده رجل أعمال ناجحا في مجال النسيج، بينما كانت والدته رسامة تشكيلية كرست حياتها لتربية أبنائها. توفي في مدينة برنستون بولاية نيوجيرزي في فبراير/شباط 1967، بعد مسيرة علمية وسياسية استثنائية.
من “مانهاتن” إلى هيروشيما
أشرف أوبنهايمر على البرنامج النووي السري المعروف باسم “مشروع مانهاتن”، الذي حمل اسم حي راقٍ في نيويورك. وكان هدف المشروع، الذي أُطلق خلال سنوات الحرب العالمية الثانية، هو التوصل إلى صناعة قنبلة نووية بأسرع وقت ممكن، استباقا للجهود النازية التي كانت تسعى بدورها إلى تطوير سلاح فتاك لهزيمة الحلفاء.
السحابة الذرية فوق مدينة هيروشيما اليابانية، 6 أغسطس/آب 1945.
السحابة الذرية فوق مدينة هيروشيما اليابانية، 6 أغسطس/آب 1945. ©️ أ ف ب/ أرشيف
وعلى الرغم من معارضة الاستخبارات العسكرية الأمريكية لتعيينه مديرا للمشروع – بسبب شكوك حول ميوله الشيوعية – عينه الجنرال الأمريكي ليزلي ريتشارد غروف رسميا في فبراير/شباط 1943 مديرا للمختبر الرئيسي للمشروع في “لوس ألاموس”.
الطفل العبقري
منذ صغره، أبدى أوبنهايمر اهتماما بالفلسفة والأدب والشعر. لكنه انجذب بشدة إلى فيزياء الجسيمات، وامتلك قدرة فريدة على التعلم السريع. أتقن عدة لغات منها الألمانية والفرنسية إلى جانب الإنكليزية، مما مكنه من الاطلاع على أمهات الكتب في الفيزياء بلغاتها الأصلية.
التحق بجامعة هارفارد عام 1922 لدراسة الكيمياء، واهتم إلى جانبها بمواد أخرى كالرياضيات، والهندسة، والفيزياء، إلى جانب السياسة والآداب.
سافر بعد ذلك إلى أوروبا لمتابعة دراسته، فالتحق بجامعة كمبريدج البريطانية، وتحديدا بمختبر “كافنديش” العريق، حيث التقى بكبار العلماء أمثال نيلز بور وإروين شرودنغر، وتعمّق في مجال ميكانيكا الكم.
استغل وجوده في أوروبا لزيارة عدة دول، من بينها فرنسا وهولندا وجزيرة كورسيكا الفرنسية، ما أسهم في توسيع معارفه الثقافية والعلمية.
ولادة القنبلة… ونهاية الحرب
مع تسارع أحداث الحرب العالمية الثانية، أُوكلت إلى أوبنهايمر مهمة بناء أول قنبلة ذرية، فكون فريقا من كبار الفيزيائيين أمثال إدوارد تيلر، وهانس بيته، وإزيدور إسحاق رابي.
منظر عام لانفجار تجريبي لقنبلة نووية هيدروجينية – حرارية مثل تلك التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي في 1945. الولايات المتحدة في 25 أبريل/نيسان 1952.
منظر عام لانفجار تجريبي لقنبلة نووية هيدروجينية – حرارية مثل تلك التي ألقيت على هيروشيما وناغازاكي في 1945. الولايات المتحدة في 25 أبريل/نيسان 1952. ©️ أ ف ب/ أرشيف
وعلى الرغم من التحذيرات التي تلقاها من زميله الفيزيائي ألبرت أينشتاين حول القوة التدميرية للقنبلة، واصل أوبنهايمر عمله بإصرار، مؤمنا بأن هذا السلاح قد يُنهي الحرب بسرعة.
وفي عام 1945، مع اقتراب نهاية الحرب، قرر الرئيس الأمريكي هاري ترومان استخدام القنبلة النووية لإجبار اليابان على الاستسلام.
وبالفعل، ألقيت القنبلة الأولى على مدينة هيروشيما من طائرة من طراز B-29، من ارتفاع يقارب العشرة كيلومترات لكنها انفجرت على ارتفاع 600 متر فوق المدينة. وكانت القنبلة تزن أكثر من 4200 كغ، وأسفرت عن مقتل نحو 80 ألف شخص على الفور، إضافة إلى عشرات الآلاف من المصابين والمشوهين.
“يوم لا ينفع الندم”
أمام حجم الكارثة والدمار، شعر أوبنهايمر بندم عميق، وقال حينها عبارته الشهيرة: “كانت هيروشيما أكثر كلفة بكثير في الأرواح والمعاناة مما كان ضروريا”.
كما صرح فيما بعد بأنه شعر بأن “يديه ملطختان بالدماء”، ودعا إلى عدم استخدام السلاح النووي مرة أخرى.
لكن الرئيس ترومان لم يُعر هذه الدعوات اهتماما، واعتبر أوبنهايمر “رجلا ضعيفا”، محملا لنفسه مسؤولية القرار كونه صانع سياسات.
الإقصاء ثم الاعتراف
في السنوات التي تلت الحرب، ووسط أجواء الحرب الباردة، اتُهم أوبنهايمر بالتجسس لصالح الاتحاد السوفياتي. وهي تهمة لم تُثبت لكنها كانت كافية لعزله من الأوساط العلمية والعسكرية، وتجريده من النفوذ السياسي الذي كان يتمتع به.
واستمر هذا الإقصاء حتى عام 1963، حين أعاد الرئيس ليندون جونسون الاعتبار إليه، وكرمه على مساهماته العلمية والوطنية.
حياة شخصية مأساوية
أنهى أوبنهايمر حياته كباحث في جامعة برنستون، قبل أن يتوفى عام 1967 بعد معاناة مع سرطان الحنجرة. أما ابنته كاثرين، فقد انتحرت عام 1977 عن عمر ناهز 32 عاما.
وفي إحدى مقابلاته الصحافية، لخّص أوبنهايمر رؤيته للعلم بالقول:
“لقد غيّر العلم حياة الإنسان جذريا، ماديا وعقائديا، ومنح البشر حرية اتخاذ قرارات مصيرية”. لكن تلك الحرية، بالنسبة له، حملت ثمنا باهظا جدا.
برايك :
هل يعتبر اوبنهايمر خائنا للعلم والانسانية والحضارة…
ام كان مبدعا خلاقا وصاحب اضافة للمجد الانساني… زورت البشرية ارثه وحلمه الباهرين ….
……….. …….
..قل واضف…
…حول
..هل سيعبر السودان كما عبرت اليابان الي الضفة الاخري من نهر الحضارة والرفاه…. مع ان مشكلة انسان السودان .. اعقد من معاناة الانسان الياباني انذاك…واليابان لا تملك ( واحد من الالف من مواردنا الطبيعية) …
…الانسان
…الانسان
…الانسان
…… …..
النيل ..وكل خيرات الارص
هنا…..
ومع ذلك …
ومع ذلك…
……..
لله الامر من قبل ومن بعد…..