عصام ابومدينة يكتب : إلى السيد رئيس مجلس السيادة: أما آن لغرب كردفان أن تتحرر من مليشيا الدعم السريع الإرهابية؟

ريام نيوز ١٠ أغسطس ٢٠٢٥م
تعيش ولاية غرب كردفان السودانية هذه الأيام وضعاً مأساوياً يعكس تدهوراً خطيراً في الأمن والاستقرار بالبلاد ، وذلك نتيجة لاستفحال نشاط مليشيات الدعم السريع الإرهابية التي حولت المنطقة إلى بؤرة للعنف والخراب. هذه المليشيات التي باتت تسيطر على ولاية غرب كردفان خاصة بعد سقوط مدينة النهود العاصمة الإدارية للولاية ،لم تعد مجرد قوة مسلحة محلية، بل تحولت إلى أداة تهديد خطيرة لحياة المدنيين وسلامتهم، فضلاً عن تهديدها للنسيج الاجتماعي والتعايش السلمي بين مكونات المنطقة المختلفة.
لقد طال أمد المعاناة التي يمر بها أبناء غرب كردفان، الذين باتوا يعيشون في ظل حالة من الرعب المستمر، حيث تتعرض القرى والمدن لهجمات متكررة، تنجم عنها خسائر في الأرواح والممتلكات وآخرها التصفيات الجماعية التي حدثت للمدنيين في مستشفى النهود والأحياء الجنوبية الغربية من المدينة ، فضلاً عن النزوح جماعي للسكان الذي يعكس عمق الأزمة الإنسانية.
الأوضاع المعيشية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم، نتيجة انعدام الأمن وانهيار الخدمات الأساسية، ما يجعل من الصعب على السكان ممارسة حياتهم الطبيعية أو حتى تأمين أبسط متطلبات العيش الكريم.
إن استمرار هذه المليشيات في انتهاكاتها، يدفع المنطقة نحو مزيد من الفوضى، ويهدد جهود الاستقرار الذي ينشده الشعب السوداني.
السيد رئيس مجلس السيادة سعادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عبدالرحمن. إننا نتوجه إلى سيادتكم، بحكم مسؤوليتكم الوطنية وحرصكم على أمن واستقرار البلاد وتطهيرها من دنس التمرد والارتزاق، بأن تتحركوا بشكل عاجل وحاسم لتطهير غرب كردفان من هذه المليشيات الإرهابية.
إن تحرير غرب كردفان من سيطرة أسرة دقلو ليس مجرد مطلب محلي، بل هو ضرورة وطنية حتمية لضمان وحدة البلاد وأمنه واستقراره. يجب أن تكون هناك خطة أمنية واضحة تتضمن تدخل القوات النظامية المسلحة والقوات المساندة لها في معركة الكرامة ، مدعومة بخطط إنسانية لإعادة النازحين وضمان حقهم في العودة الآمنة، فضلاً عن تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة لضمان استدامة الأمن والسلام.
سيادة الرئيس:
إن الشعب في غرب كردفان يتطلع إلى قيادتكم بحزم وشجاعة، ليشعر بالأمان والعدالة، ويعيش حياة كريمة بعيدة عن الفوضى والعنف. ونحن نثق في قدرتكم على اتخاذ القرارات الحاسمة التي تضمن أمن كل السودانيين، وتحمي سيادة القانون، وتحفظ دماء الأبرياء.
ختاماً، لا بد من التأكيد على أن تحرير غرب كردفان من قبضة المليشيا الإرهابية يمثل خطوة حيوية لفك الحصار عن فاشر السلطان، ويمهد الطريق لتحرير ولايات دارفور الكبرى. وهذا التحرير يشكل مفتاح استقرار السودان بأكمله، ويشكل أساساً متيناً لتحقيق السلام والتنمية التي يطمح إليها الجميع.