علام عوض يكتب : عفواً.. تصوير الجرائم انحطاط المليشيات و الآثار السلبية

ريام نيوز ١٩ أغسطس ٢٠٢٥م
التكنولوجيا لها تأثيرات كبيرة على الحياة و مشاعر الناس و ردود أفعالهم ، غيرت بشكل سريع طريقة تواصلنا و تفاعلنا مع العالم من حولنا ، نما عندنا في السودان أحد الإفرازات السلبية وهي التصوير قبل أخذ الأذن من الأشخاص دون إنتماء الفاعل لأي مؤسسة رسمية أو إعلامية أو صحفية.
أحياناً يتم إلتقاط الصور و الفيديوهات بلا وجه حق و بطرق خفية أشبه بالتجسس لأغراض قد تكون غير حميدة مثل الابتزاز ، تشويه السمعة و للعديد من الممارسات الغير أخلاقية تعود بالأضرار المختلفة على المجني عليه ، إعلم أن هناك ضوابط تنظم عمله و إستخداماته حتى لا يصبح وسيلة لإنتهاك الأعراض.
يظهر إنحطاط مليشيا ال.دع.م ال.س.ري.ع و أعوانها كل يوم بإسلوب مغاير ، حيث تقدم على تصوير الجرائم التي ترتكبها و الاعتداءات المتعددة على المدنيين العزل ، و المثير في الأمر أن ممارسات المليشيا لا تحرك المختصين و أصحاب الرايات و الشعارات ولو بالـ( القلق ) عله يؤكد على علم العالم و يدعم ما تكرر بأن تلك الجماعة إرهابية بمساندة سياسية و عسكرية من أحزاب محلية و دول إقليمية و دولية.
عزيزي القارئ تصوير الجرائم له عواقب نفسية و إجتماعية تجعل الأشخاص يشعرون بعدم الأمان ، خاصة إذا كانت تحدث في أماكن قريبة منهم مما تزيد من أعراض القلق و الخوف و أمراض إرتفاع أو إنخفاض ضغط الدم إضافة إلى السكر.
كما يؤدي التعرض المتكرر لمشاهد العنف إلى تقليل التعاطف مع الضحايا ، بحيث يصبح المجتمع أقل تدخلاً لإدراك المآسي بسبب الاعتياد عليها ، بعض الصور أو الفيديوهات قد تقود إلى التحريض على العنف إذا تم تداولها بطريقة غير مسؤولة هذا ما ينتشر عند متمردي الدع.م و ال.سري.ع و المليشات المتعاونة معه.
و من ناحية أخرى يقوم الإعلام بكشف الجرائم و تسليط الضوء عليها بإعتبارها من صميم عمله و أحدى القضايا الاجتماعية التي تحتاج إلى معالجة ، مما يدفع القائمين إلى إتخاذ إجراءات للحد من الجريمة و تحقيق العدالة ، و يساعد توثيق الأحداث من جانب المختصين على تقديم الأدلة.
التوازن في تغطية الجرائم أمر مهم و القائمين على الأمر يدركون ذلك ، و للغاية الإيجابية منه يجب أن يترك للجهات المختصة بنشر الحقائق و الوعي اللازم لأنها تدرك طرق العرض المثلى دون إثارة الذعر أو الترويج للعنف ، علاوة إلى التشجيع على السلوكيات الأخلاقية.



