الأعمدة ومقالات الرأي
أخر الأخبار

أحمد كنونة يكتب : ليس ببعيد… مواطنو كادقلي والدلنج: الصبر على فورة البرمه

ريام نيوز ٢٠ أغسطس ٢٠٢٥م
لاشك أن الأوضاع الإنسانية المأساوية التى وصلتها مدينتا كادقلي والدلنج تعود للحصار المفروض وإغلاق الطرق المضروب من قبل الحركة الشعبية شمال جناح الحلو ومليشيا الدعم السريع على هاتين المدينتين لأكثر من عامين.

حيث أن إغلاق الطرق الحصار الخانق القصد منه إفراغ هذه المدن من المواطنين ليسهل للعدو الإنقضاض والإستيلاء على كادقلي والدلنج وهذا ما حدث بالضبط خاصة بعد عمليات كسر سوق كادقلي من بعض ضعاف النفوس مما زاد من العبء على البسطاء والفقراء ومضاعفة معاناتهم وصعوبة حصولهم على السلع الإستراتيجية والغذائية والإستهلاكية بسبب مغادرة بعض التجار للمدينة جراء ماتعرضت له محالهم التجارية وتهديد حقيقي لآرراحهم وفوق هذا وذاك القصف العشوائي وندرة الذرة والإختلال الواضح بين سعر بنكك الكاش وسط إرتفاع مريع في الأسعار.

وبرغم المعالجات الكثيرة التى إتخذتها حكومة الولاية وسلطات محافظتي كادقلي والدلنج إلا أن المشكلة لا تزال قائمة فى عدم التنفيذ على الأرض وتضاعف المعاناة فى الحصول على الغذاء والدواء.

وهذا ما دعا البعض إلى حزم ما خف من أمتعته ومغادرة كادقلي والدلنج ولكن نحو المجهول عابرين مناطق تسيطر عليها إما الحركة الشعبية شمال جناح الحلو أو مليشيا الدعم السريع أو كليهما وشق طرق مهجورة وموحشة ومشقة وعناء ووعثاء السفر وظروف الخريف وتعرض البعض للموت والإستغلال القسري فى التجنيد والزراعة.

وهذا ما أظهرته الفيديوهات التى أرسلها من كتبت له النجاة محذراً فيها الآخرين بعدم السير على نهجهم وما شاهدوه من فظائع وما تعرض له البعض من إنتهاكات.

وكما يقولون ليس من رأى كمن سمع وأكثر ما أحزنني فيديو الطفل الرضيع الذى رفعه بعض الشباب فى تسجيل مصور لفقدانه لأمه ليومين على التوالي ويهدوهم العشم في العثور على والدته وقلبها المفطور فهى في عداد المجهول.

وغيرها كثير الذى إنقطع التواصل بينه وأهلهم لأكثر من إسبوع بالإضافة للأوضاع السيئة التي يعيشها العالقون فى منطقة حجر الجواد بمحافظة هبيلا جراء الإكتظاظ والتبرز والنوم فى العراء وعدم توفر الغذاء إنتظاراً لأيام قبل السفر نحو المجهول بجانب ماورد عن حال العالقين فى الحدود مع محافظة الليري وإستنجادهم بسلطات المحافظة لإنقاذهم.

وهذا ما يجعلني أن أقول عكس المثل السودانى ( فورة البرمه على الجيعان قاسية ).

بأن يا مواطن كادقلي والدلنج لابد من الصبر على فورة البرمة والبقاء فى البيوت بكل عزة وكرامة على الأقل في هذه المرحلة والتى شارفنا فيها تجاوز المرحلة الصعبة لشهر أغسطس والدخول إلى خيرات الخريف الخاصة بالمزارع الصغيرة حول المنازل المعروفة محلياً ب ( الجباريك ) والتى بالفعل بدأت أولى خيراتها تنداح على الأسواق المحلية مثل الذرة الشامي والطماطم والتبش والعجور والقرع.

بالإضافة إلى أن الأسعار في سوق مدينة كادقلي فى نزول مطرد بسبب المعالجات التى قامت بها حكومة الولاية من خلال التواصل مع المركز وملاحقة والى الولاية محمد إبراهيم عبدالكريم المستمرة والتواجد الفعلي على مسرح العمل الإداري لنائب الوالي عبدالرحمن دلدوم شلو ومدير جهاز الأمن والمخابرات العامة بولاية جنوب بالولاية محمد سالم محمد سالم ودفعهم وتحريك الساكن فى بورتسودان بجلوسهم مع عدد من الجهات والحصول على وعودات قاطعة وبعض الأشياء الملموسة.

بالإضافة إلى جهود عدد من أبناء الولاية بالخارج والداخل حتى تكللت مساعيهم بالنجاح من خلال عمليات الإسقاط الجوي لعدد من المطلوبات لإنقاذ الأهل بكادقلي والدلنج والتى من بينها النقود الذى وصلت منه كميات مقدرة لبنك السودان المركزى فرع كادقلي وهو الذى إفتقدته الولاية لأكثر من عامين نتيجة للظروف التى تمر بها البلاد وهذه النقود التى تم توزيعها بالفعل على البنوك العاملة بكادقلي والدلنج لمقابلة حاجة العملاء وفق سقف محدد.

بجانب أنه فى حال صرف مرتبات العسكريين والمدنيين للشهر الجاري فإنها بالتأكيد تمثل جزءاً من الحل لعملية التدوال وإنسياب السيولة وإنهاء مسألة الفرق بين كاش وبنكك.

والناظر لحال سوق كادقلي وتراجع الأسعار لبعض السلع بمجرد مشاهداتهم أو سماعهم بوصول النقود دلالة على هذا الأمر وهذا ما يجعلنا نقول إن تمت بقية المعالجات التى يسعى لها نائب الوالي.

ومدير الجهاز بالولاية على مستوى المركز هذه الأيام فإن الأزمة ستنتهي تدريجياً وتكتمل بفتح متحرك الصياد لطريق ( الأبيض – الدبيبات – الدلنج – كادقلي) وعمليات تأمينه لإنسياب السلع والخدمات عبر هذا الطريق لحل المشكلة برمتها.

ختاماً
نصيحتي لمواطني كادقلي والدلنج الصبر على فورة البرمه وإلتزام منازلهم لأن مانحن فيه هو إبتلاء رباني والهروب من هذه المصيبة للوقوع فى مصيبة أكبر هو الكارثة بعينها.

وعلى المواطن في هذه المناطق عدم إبتلاع طعم الإستقطاب الذى يجري هذه الأيام من قبل الحركة الشعبية شمال جناح الحلو لجذب أكبر عدد من المواطنين وبعد ذلك تذيقه المغصة ومر العذاب وحينها لا ينفع الندم.

كما أننا نأسف على الصمت المريع للمجتمع الدولي حيال ما يتعرض له مواطنى كادقلي والدلنج من أزمة إنسانية وضائقة إقتصادية ومعيشية.

وعلى حكومة الولاية والدولة أن تخططا جيداً لتدارك الموقف بالمعالحات الآنية والحلول المستقبلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى