متابعات: ريام نيوز ٢٢ اغسطس ٢٠٢٥
شهدت سعر الجنيه السوداني صباح اليوم الجمعة تذبذبا مقابل العملات الأجنبية الأخرى حيث استقر عند مستويات متدنية غير مسبوقة أمام هذه العملات ، بعد أن سجل انهيارًا تاريخيًا منتصف الأسبوع. ومع بداية تداولات اليوم، بلغ متوسط سعر بيع الدولار في السوق الموازي نحو 3,400 جنيه، متجاوزًا الرقم القياسي السابق الذي سُجل في يوليو الماضي عند 3,350 جنيه، في وقت لم يصدر فيه أي إجراء من البنك المركزي لاحتواء التصاعد المستمر في أسعار الصرف.
وجاء هذا الارتفاع بعد فترة قصيرة من الاستقرار النسبي، قبل أن تعود الأسعار إلى التصاعد بشكل جماعي، مدفوعة بعزوف عدد من المتعاملين عن البيع واقتصار نشاطهم على الشراء، في مؤشر على توقعات بزيادات إضافية مرتقبة خلال الأيام المقبلة. وخلال الأسبوع الماضي، تراوحت أسعار الدولار بين 3,000 و3,190 جنيهًا، مع تداولات نشطة ضمن نطاق يتراوح بين 3,050 و3,130 جنيهًا، بمتوسط بلغ نحو 3,100 جنيه. إلا أن هذا المتوسط ارتفع مجددًا هذا الأسبوع ليصل إلى 3,350 جنيه، في ظل غياب أي تدخل من البنك المركزي الذي فقد عمليًا قدرته على التأثير في السوق أو ضبط آلياته، ما ساهم في تعميق الأزمة النقدية بشكل لافت.
يرى خبراء أن هذا التراجع يعكس فقدان الدولة لزمام المبادرة في إدارة السياسة النقدية، وتراجع دور البنك المركزي إلى مستويات غير معهودة، وسط غياب واضح لأي أدوات تنظيمية فعالة لضبط السوق أو احتواء الأزمة.
المشهد المالي الراهن يكشف عن تفكك شبه كامل في البنية النقدية الرسمية، حيث باتت السوق الموازية تتحكم بشكل شبه مطلق في حركة الصرف والتداول، دون تدخل يُذكر من الجهات المختصة.
