ايمانياتمقالات
أخر الأخبار

قبس من نور : التسامح.. عبادة القلوب وسرّ الطمأنينة

التسامح من أعظم الأخلاق التي جاء بها الإسلام، وهو دليل على صفاء النفس وسلامة الصدر، وبه تُبنى المجتمعات على المحبة وتُصان الروابط من التمزق والقطيعة. فالمؤمن الحق لا يحمل في قلبه غلًا ولا حقدًا، بل يعفو ويصفح طمعًا في عفو الله.

قال تعالى:
﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [النور: 22].

وفي الحديث الشريف قال رسول الله ﷺ:
“ما زاد الله عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا” (رواه مسلم).

التسامح ليس ضعفًا ولا تنازلًا عن الحقوق، بل هو قوة في ضبط النفس، وسموّ في التعامل، وارتقاء إلى مرتبة الإحسان. فمن عفا وأصلح، كان جزاؤه عند الله، وأطفأ نار العداوة، وأحيا روح الأخوة من جديد.

والمجتمع الذي يتسامح أفراده، هو مجتمع تسوده المودة وتقل فيه الأحقاد، وتزدهر فيه قيم العطاء والتعاون. أما من غلّ قلبه بالكراهية، فإنه يعيش أسيرًا لظلمة نفسه.

فلنجعل من يوم الجمعة محطة نتطهّر فيها من أدران الغضب، ونجدد فيها عهد الصفح والعفو، مع أنفسنا أولًا، ومع من حولنا ثانيًا، عسى أن نكون من الذين قال الله فيهم:
﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُو۟لَـٰٓئِكَ ٱلْمُقَرَّبُونَ﴾ [الواقعة: 10-11].

جمعتكم مباركة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى