
ريام نيوز ٥ سبتمبر ٢٠٢٥م
قال الله تعالى:
“إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا”
[الأحزاب: 56]
أي شرفٍ هذا وأي مقام؟! أن يكون حبيبنا المصطفى ﷺ موضع صلاة الله وملائكته، ثم يأتي الأمر للمؤمنين أن يتشرفوا بالانضمام إلى هذا النور، بالصلاة والسلام عليه.
الصلاة على النبي ﷺ ليست مجرد كلماتٍ تتردد على الألسنة، بل هي عبادة عظيمة، وقربة جليلة، ومفتاح من مفاتيح الفرج، ودواء للقلوب المرهقة.
جاء في الحديث الصحيح أن النبي ﷺ قال:
“من صلّى عليَّ واحدةً صلّى الله عليه بها عشرًا”.
فما أعظم الربح، وما أكرم الجزاء!
بالصلاة على النبي ﷺ:
تتنزل الرحمة، وتُمحى الخطايا، وتُرفع الدرجات.
يُستجاب الدعاء، إذ تُفتَح أبوابه بالصلاة عليه قبل أن يُرفع إلى السماء.
يزدان القلب بالسكينة، ويزول عنه الضيق، ويُعطر اللسان بذكر خير الأنام.
النبي ﷺ هو الرحمة المهداة، والنور الذي أضاء لنا درب الهداية. وكلما أكثرنا من الصلاة عليه، ازددنا قربًا من روحه الطاهرة، وارتبطنا بسيرته العطرة، وأحيينا معاني الحب والوفاء في قلوبنا.
وليس غريبًا أن يجعل العلماء الصلاة على النبي ﷺ دواءً للأحزان، ووسيلةً لتيسير الأمور. فقد جُرِّبت فوجدت مفاتيح للبركات، ومصابيح للظلمات، وجسورًا تربط الأرض بالسماء.
في أيام مولده الشريف، ونحن نعيش نفحات الذكرى المباركة، لنجعل لساننا رطبًا بالصلاة عليه:
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ولنجعلها عادة يومية، لا تغيب عن مجالسنا ولا تفارق أورادنا. فهي عبادة لا تحتاج وضوءًا ولا وقتًا ولا مكانًا خاصًا؛ يكفي أن تتحرك بها الشفاه، لتتنزل بها الرحمات، وتُكتب في صحائف النور.
فلنستكثر من هذا الزاد، ولنغرسه في أبنائنا وأسرنا، ولنجعل الصلاة على النبي ﷺ جسرًا للبركة، ودواءً للقلوب، وزينةً لأيامنا.
في ذكرى مولده الشريف، نهدي له صلوات تترى، علّها تكون شرفًا لنا عند الحوض، ونجاةً لنا يوم العرض، ورفقةً معه في جنات الخلود.