
ريام نيوز 8 سبتمبر 2025م
نظمت كلية الدراسات الزراعية بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في ابريل من العام 2010م مؤتمر *الزراعة العضوية Organic Agriculture* الذي عقد في قاعة الصداقة بالخرطوم.
وجهت لي الدعوة لحضور المؤتمر ليس باعتباري أحد المختصين ولكن ضمن دعوة عمداء الكليات بالجامعة.
كعادة الأجهزة الإعلامية في تغطية مثل هذه المؤتمرات قد حضرت بعدها وعتادها في الجلسة الاحتفائية أو قل الافتتاحية ، وما إن انتهت كلمات رئاسة الجمهورية ورئاسة المؤتمر حتى لملم الإعلاميون مواعينهم وانصرفوا .
كانت سانحة لي أن أحضر جميع أوراق المؤتمر على مدى يومين .
مؤتمر الزراعة العضوية أمه علماء ومختصون من الدول المهتمة بإنتاج الغذاء في العالم مثل استراليا والصين وإيطاليا ، ومن إفريقيا تونس ومصر وجنوب إفريقيا وغيرها .
من المعلومات التي أعلنت في المؤتمر ، والتي ما زالت عالقة بذهني : *أن السودان يمتلك خمسين مليون فدانآ تزرع وفق منظومة الزراعة العضوية ولكن ليس منها فدانآ واحدآ مسجلآ عالميآ ضمن هذه المنظومة*
المعلومة أثارت حفيظتي حينما علمت أن منتجات الزراعة العضوية تباع بزيادة أربعة أضعاف الزراعة المنتجة بالأسمدة والمبيدات الكيميائية في دول أوربا.
بدأت استعرض – وما زلت – جغرافيا السودان في مناطق الري الفيضي التي تنتج الفواكه وغيرها من أقصى الشمال ، مرورآ بنهر النيل والخرطوم والجزيرة والنيل الأزرق وكسلا إلى حدودنا الشرقية كلها مساحات للري الفيضي حيث الطمي على ضفاف الأنهار ، أي مناطق زراعة عضوية صرفة .
ليس هذا فحسب إنما هناك الري المطري الذي تنتج عن طريقه الحبوب مثل الذرة الرفيعة والدخن وحب البطيخ ومحاصيل أخرى مثل الفول السوداني والسمسم والصمغ العربي وغيرها في القطاع المطري الذي يمتد في مناطق القضارف وسنار والدالي والمذموم وكردفان ودارفور ، هذه كلها مساحات للإنتاج العضوي .
حتى يومنا هذا لم اتأكد ما إذا كانت مساحات الزراعة العضوية قد سجلت في أروقة المنظمات العالمية أم لا .
هنا نبحث عن دور للإعلام يقوم به للترويج لمساحات الزراعة العضوية وملاحقة المسؤولين للعبور بها ضمن المنتجات العالمية المنافسة في إنتاج الغذاء النظيف الذي أصبح نادرآ تحت وطأة التنافس الاقتصادي الذي حول الكثير من المنتجات الغذائية إلى سلع ضارة بصحة الإنسان .