ايمانياتمقالات
أخر الأخبار

قبس من نور : الصبر… زاد المؤمن في دروب الحياة

ريام نيوز 19 سبتمبر 2025م
قال الله تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ * أُولَٰئِكَ عَلَيهِم صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولَٰئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ﴾ [البقرة: 155-157].
آيات عظيمة تحمل بشارة أن الصابرين لهم من الله صلوات ورحمة وهداية، أي شرف أعظم من هذا الجزاء الرباني؟

الصبر ليس سلبية ولا استسلامًا، بل هو ثبات على الحق، وتحملٌ للابتلاء، ورضا بما قسم الله. وقد كان النبي ﷺ قدوتنا في الصبر على الأذى والجوع والمحن، وهو القائل: «ما يُعطى أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر» [رواه البخاري ومسلم].

الصبر مراتب: صبر على طاعة الله، وصبر عن معصيته، وصبر على أقداره المؤلمة. وكلها ميادين جهاد داخلي يعكس صدق الإيمان وقوة اليقين.

والعجيب أن الصبر يجلب الفرج كما يجلب الغيث بعد طول انتظار، قال تعالى: ﴿فَإِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا * إِنَّ مَعَ العُسرِ يُسرًا﴾ [الشرح: 5-6]. ما ضاقت إلا لتفرج، وما ابتُلي عبد فصبر إلا رفعه الله درجات، ومحا عنه سيئات.

وللصبر أثر بليغ في تزكية النفس، فهو يعلّمها الرضا، ويهذّب الغضب، ويزرع فيها الطمأنينة. قال بعض السلف: “الصبر نصف الإيمان، والشكر نصفه الآخر”.

فلنجعل الصبر منهجًا في حياتنا، نتحلى به عند البلاء، ونستمسك به عند الشدائد، ونعلمه أبناءنا وأهلنا، فهو درع واقٍ في زمن الفتن، وباب أمل في ساعة اليأس، وسُلّم يرقى بنا إلى رضوان الله.

اللهم ارزقنا صبرًا جميلاً، وأجورًا عظيمة، ورضًا بما قسمت، وطمأنينة تسكن بها قلوبنا.

جمعة طيبة ومباركة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى