الأمل الجديد | إيمان مزمل تكتب: اليوم العالمي للسلام… رسائل من أجل سودان يستحق الحياة

ريام نيوز 21 سبتمبر 2025م
في اليوم العالمي للسلام، ٢١ سبتمبر علينا جميعا ان نتذكر اهمية السلام في بناء مستقبل افضل للسودان وللبشرية.
فقد دأب العالم على إحياء هذه المناسبة سنويًا وجعلها يوماً للامتناع عن العنف ووقف إطلاق النار، وفرصة لتجديد الدعوة من الأمم المتحدة إلى جميع الشعوب والدول للالتزام بوقف الأعمال العدائية خلال هذا اليوم، وجعله مناسبة للتثقيف ونشر الوعي بقضايا السلام. وهو تذكير بأن الأمن والاستقرار أساس التنمية، وأن أعظم ما يُهدى للشعوب أن تنعم بسلام يضمن الكرامة والحرية، وأن الكراهية والعنف لا يقودان إلا إلى الخراب والدمار.
وقد بات واضحا انه في ظل هذه الظروف العصيبة التي يعيشها السودان اليوم، يكتسب هذا اليوم معنى خاصاً، إذ يضعنا جميعا أمام حقيقة لا مفر منها: أن وطننا لن ينهض إلا بالسلام، ولن يستعيد تعافيه إلا بالمحبة ونبذ الكراهية.
* السودان يستحق السلام:
السودان بلد غني بتنوعه، متجذر في حضارته، وشعبه عُرف عبر التاريخ بالتسامح والكرم، ظل يعاني حروب متطاولة نزعت منه استقراره، ودفعت أبناءه إلى التشتت والمعاناة والهلاك. وحين ننظر إلى ما خلّفته هذه الحرب من دمار، ندرك حجم الفقد الموجع:
* مدنيون أبرياء دفعوا حياتهم ثمناً.
* وأهلنا في الفاشر وكادقلي والدلنج ومدن أخرى يعيشون حصاراً خانقاً؛ فمن لم يمت بالرصاص، مات بغيره.
* انقطاع الدواء والخدمات الصحية. هذه الصورة القاسية تدعونا جميعاً إلى استشعار قيمة السلام، وتؤكد أن استمرار الحرب طريق إلى الفناء، وأن السلام هو السبيل الوحيد إلى الحياة، وأن واجبنا المشترك أن نعيد الاعتبار لقيمة السلام ونجعلها أساس تعاملاتنا وخيارنا الوطني.
رسائل من اجل السلام :
١- رسالة إلى المجتمع:
* تبني ثقافة التسامح-
على المجتمع السوداني تبني ثقافة التسامح في تعامله اليومي، وأن يعمل على نبذ الكراهية باعتبارها أصل الفتن ومصدر النزاعات.
فالسلام يبدأ من الناس قبل أن يترسخ في المؤسسات.
ولن يُبنى الوطن إلا بمجتمع يؤمن بأن الاحترام المتبادل وقبول الآخر هما الطريق إلى الاستقرار.
٢- رسالة إلى الدولة:
على الدولة أن تضطلع بدور محوري في ترسيخ ثقافة السلام عبر مؤسسات التربية والتعليم والمؤسسات الثقافية ووسائل الإعلام. فالتربية على قيم الحوار والتعايش يجب أن تكون جزءاً أصيلاً من المناهج الدراسية. وحين يتعلم الطفل أن الاختلاف قوة، وأن الحوار بديل عن العنف، نكون قد وضعنا حجر الأساس لجيل ينشأ على التسامح لا التعصب.
٣- رسالة إلى من يحمل السلاح:
الوطن يحتاجنا جميعاً للبناء لا للهدم. فعودوا إلى صوت العقل، واتركوا لغة الرصاص والكره جانباً، ولتكن المحبة هي السلاح الأقوى في معركة استعادة السودان.
* الأمل الجديد:
بالإرادة والصبر نستطيع أن نوقف نزيف الحرب ونبني وطناً يليق بأجياله القادمة. السودان أكبر من الحرب، وأسمى من الكراهية، وأجمل حين يكون وطناً للسلام والمحبة. فالأمل الجديد… كلمة نزرعها اليوم، لنحصد بها غداً أجمل.