
ريام نيوز 30 سبتمبر 2025م
إذا توقفت الحرب وحل السلام في السودان (وهذا ما أتمناه)؛ وإذا لم تتوقف الحرب ولم يحل السلام (أي في الحالتين) تظل كراهية الجنجويد ثابتة في قلوب الملايين.
* إقرأ بهدوء أو غادر غير مأسوف عليك؛ ولا تحدثني عن أن الجنجويد (ضحايا كذا وكذا) فقد سبقتك بهذا القول وأكثر منه.. ثم لا تنسى أننا جميعاً (ضحايا) ولا يتسع لنا الحيز لنقول كل شيء عن المليشيات والحرب والسلام والكراهية والمحبة في سطور قليلة:
1 – خلال العشرين سنة الماضية تركزت كتاباتنا وبشدة عن الكيزان.. بوضوح أكثر عن هذه النماذج: (عمر البشير – قوش – نافع – عبدالرحيم محمد حسين – المتعافي – الوالي احمد عباس وبقية الولاة – غندور وبقية الوزراء.. الخ).. فلم يخرج علينا رذيل من أتباع هؤلاء الكيزان الفسدة ملوحاً أو واصفاً لنا بعبارات ممجوجة بلهاء كالتي تنتشر في هذه الأيام: (عنصرية – خطاب كراهية.. الخ).. إنما أقصى ما لدى أتباع هؤلاء أن يصنفوك كافر أو (شِويعي!! – عميل.. الخ) وذلك بحسب ضلالهم المعلوم.
2 – لما تركزت كتابتنا لاحقاً (من ٢٠١٤م وحتى الآن) عن صنيعة الكيزان (الجنجويد) وقادتهم الجهلة الحاقدين؛ نشطت شرذمة (منهم زملاء) في إشهار كروت الإتهام بالعنصرية وإثارة الكراهية (كروت بمختلف الطبعات الباهتة – المطموسة).. فكان العلاج عندي هو قطع الصلة مع بعضهم دون مراعاة لأي جانب اجتماعي.. فأنا من المؤمنين بأن خسارة بعض الناس ربح ورحمة.
3 – إذا كنت تكره الكيزان وحدهم (وهذا حقك) فأنا أضيف لهم (الجنجويد) بكراهية مبنية على الحقيقة و(الشوف المباشر).. أنا لا أكره الجنجويد فحسب؛ بل أتمنى أن أمشي فوق رماد هذا المسخ المصنوع وصانعه.. أما السؤال عن (لماذا هذه الكراهية)؟ فاعتبره أغبى سؤال يمكن أن ينطق به كائن.. مع إيماني التام بأن الكراهية بغيضة لكنها شعور (مفروض) فرضاً؛ وهي نتاج ظلم جنجويدي (فوق الكلمات) ليس بينه وبين الناس حجاب؛ وغبن لن يُنسى بسهولة.. فما حدث من فظائع بأيدي جنجويد العهد المهدوي ظل حاضراً في اجترارات العموم؛ فكيف النسيان مع جنجويد اليوم..!
4 – من يساند مليشيا دقلو (تحت أي اسم) قد تمنعه الغفلة من رؤية أنه كمن يدعم (آبائهم الأولين – العسكروز) الذين رعوهم وفرعنوهم.. وقد أثبتت حرب 15 أبريل صحة هذا القول بنسبية مقدرة.. مع التسليم بأن ليست هنالك مُطْلَقات في دنيا البشر.
* الإشارة الأهم والمكررة؛ أن من يدعم الجنجويد هو عدو وخصيم المواطن العادي؛ إلا إذا كان الداعِم معتوه يرى ملايين المواطنين (كيزان)!
تنبيه:
* كل كتاباتي السابقة عن الجنجويد (سفلة القبائل) أعتبرها هوامش متواضعة محكومة بتقديراتي الشخصية (للزمن – الحال – المكان).. لكن بمشيئة الله سيكون القادم كتابات رصينة مُسهٍبة بلا تحفظ؛ تصلح للتاريخ وتداول الأجيال القادمة؛ كتابات تحفز (مفعول الحذر) وتعمِّق الكراهية المُستحقة لهذا الباطل المُترحِّل الذي يسمى الجنجويد.. فإذا لم تكره الباطل؛ ماذا يُرجى منك للحق؟!
خروج؛
* إذا استطعت؛ سأسامح الجنجويد في ما يخصني؛ لكنني لن أسامح نفسي إذا لم أتضامن بقوة مع ملايين الناس يكرهون الجنجويد.
أعوذ بالله.


