أسماء السودان: حكاية الحوض والنيل والحضارات

متابعات: ريام نيوز 14 أكتوبر 2025
الفاتح السيد يكتب
في السودان، الأسماء ليست مجرد كلمات تُطلق على البشر أو الأماكن، بل هي خرائط تاريخية وجغرافية تحكي علاقة الإنسان بالماء والأرض والحضارات القديمة.
فكلمة “با أسّي” تشير إلى سكان حوض النيل، بينما “عباس” تعني الكبير أو الحوض ذاته. ومن هذه الجذور جاءت أسماء مثل “كا دابا أسّي” أو “كدباس”، أي من يجاور النيل مباشرة.
أما “بارا”، فهي “حوض الملك” أو “وادي الملك”، ومنها اشتقت أسماء مدن مثل “أد بارا” و**”عطبرة”**، التي تعني الحوض المتفرع أو النهر الممتد، حيث إن “أد” تعني الإضافة أو الطرف، وهي امتداد للغة الكوشية القديمة، وذات صلة بأدوات العطاء مثل “يا أد” أو “يد”.
الأسماء تحمل أحياناً معاني دينية وإنسانية؛ فاسم “آدم” يعني الإنسان المخلوق من الله. وكلمة “سوبا” تعني حوض النيل أو أماكن اتساع المياه، ومن “سو” للماء جاءت أسماء مثل سوهاج، سودري، سوريا، وسوريبا.
الجغرافيا تلعب دورها بوضوح: “سو دان” تعني أرض مياه المنخفضات، أما مياه المرتفعات فكانت أبا سينا، أي إثيوبيا القديمة. أما كلمة “سومرتا” أو “صومطره” فتدل على الجزيرة، بينما “سواكن” أو “سواجن” تشير إلى جزيرة الجن، معبرة عن الخيال والأساطير المترابطة بالمكان.