الحقيقة مجردة …أرحموا عزيز قوم ذل

د. حبيب فضل المولى يكتب…
كثيرا ما أحزنتني رؤية أمير أمراء السودان العم الأمير عبد القادر منعم منصور سلسل مكي والمليح ومحمد الأحمر وهو منهك ومتعب تبدو عليه دلائل المرض والأعياء والرهق والقهر والكبت وهو بين يدي مليشيا الدعم السريع وداعميها من شياطين دار حمر يقدم التعازي لقبيلة المجانين في مصابهم الجلل والكارثة الأليمة التي حلت بهم كما وصفها ، بدأ الأمير الأسد وقد تغيرت ملامحة وبدأ الجفاف يتشكل علي وجهة الصبوح بفعل التاريخ والحرب والأيام بل السنوات القاسيات والتي وقف فيها شامخا كالجبل الذي تلفحه الرياح ولا تنال من شموخه وكبريائه ولا زال يقف وحيدا في وجه عاصفة التمرد بعد أن دخلوا مدينة النهود بأكثر من ألف سيارة وأستشهد أكثر من خمسمائة من خيرة أبناء دارحمر دفاعا عن أرضهم ولكن شاءت الأقدار أن تقع المدينة المحروسة تحت سيطرة مليشيا التمرد المعتدية والمغتصبة فغادر الجميع عدا هو إختار أن يبقى ويواجه قدره بكل جلد وإباء،
عزاء الأمير لأهلنا المجانين جاء محفوفا بالألم والصبر والإحتساب وهو الذي يقبع بين يدي مليشيا معتدية يدرك خطرها وتهديدها للإدارة الأهلية في السودان كافة وفي كردفان ودارفور خاصة بعد أن كانت المنطقة نسيج مجتمعي متماسك على مر العصور والسنوات ولعل الإدارة الأهلية في السودان تمثل أحد أقدم وأعرق المؤسسات المجتمعية وهي ليست مجرد هياكل إدارية بل هي نسيج اجتماعي وثقافي متجذر في ضمير المجتمع والأمة السودانية. لعبت الإدارة الأهلية وقادتها دوراً محورياً عبر التاريخ، ولا يزال دورهم مؤثراً حتى يومنا هذا، رغم التحديات الكبيرة ,والحرب التي تشنها المليشيا المتمردة وتحول فيها استقرار القبائل والمجتمعات الى شتات وقتل ونهب ونزوح وهجرة بل كلفة أكثر من ذلك تصل الى حد الموت والابادة كما يجري في كثير المناطق السودان ،
معناة الأمير أيها السادة كان لابد أن تترك في النفس شيء من عتاب وحسرة وتقصير ولوم يترتب على القائمين على أمر ولاية غرب كردفان وأعني والي الولاية اللواء معاش احمد محمد جايد وقادة المقاومة الشعبية والسياسيين والقيادات المختلفة من الادارة الاهلية والاعلاميين وقادة الرأي العام وقبل ذلك القوات المسلحة ومجلس السيادة عليكم بالنظر الي الذين يقبعون تحت وطئة جور المليشيا وبطشها وينتظرون أنقاذهم ورفع الظلم عنهم فما تحملوه كافٍ بل أكثر بكثير من طاقة البشر العاديين وبينما البشريات تتري والأعناق تشرأب لنصر قريب نحن نقول لسعادة الفريق البرهان والفريق كباشي والفريق العطا إن النهود لا تفصلها من الأبيض سوى كيلومترات فهلا رحمتم “عزيز قوم ذل” وهلا عجلتم بالنصر الكبير،
ولعل ظروف الحرب وضعت كثير من رجالات الادارة الأهلية في ظروف لا يحسدوا عليها وفي كل منطقة تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع يجعلونهم ينفذون اجندتهم ويأتمرون بأمرهم متى ما أرادوا وغصبا عنهم ويتحكمون في حركتهم وللأسف بعض الناس يعتبرونهم داعمين أو مؤيدين أو متعاونين أن سلطة النظار والأمراء والشراتي والمشايخ لا تأتي بتعيين حكومي، بل ظلت علي مر التاريخ تأتي من الشرعية التاريخية والاجتماعية المستمدة من النسب، والحكمة، والعدالة، وقدرتهم على تمثيل مجتمعهم. هذه الشرعية تجعل قراراتهم مقبولة ومحترمة لدى أفراد المجتمع أكثر بكثير من القرارات الرسمية ولذلك المليشيا المتمردة جعلت استهدافهم واستمالتهم واحدة من أبرز فرص وجودهم ببعض المدن والمناطق والقري فضلا عن استخدامهم كدروع بشرية مثلما جري لعمنا الأمير عبد القادر منعم منصور عندما ضرب منزلة بالنهود وحالات كثيرة يجب مراعاتها وتقديرها بعين الحكمة والتروي ليس كما ينشد ويغرد الناشطين والجهلاء والرجرجة ،
الأمير عبد القادر منعم منصور يا سادة هو نموذج لرجل الادارة الاهلية القوي والشجاع والمسئول الذي يضع مجتمعه في الجانب الصحيح من التاريخ وهو يدرك جيدا أهمية الأوطان وحفظها وحمايتها ومن أنفع لها لذلك إختار منذ الوهلة الأولي أن يقف الي جانب القوات المسلحة والوطن بل قدم نفسة في ساعة الصفر رخيصة لأجل سمعته وسمعة قبيلته وتاريخة وهو لم يبرح منزله ويترك خلفه الحرائر كما فعل البعض ممن يحسبون أنفسهم قادة ،
ولاية غرب كردفان يا سعادة رئيس مجلس السيادة بحاجة ملحه إلى تغيير عاجل في حكومتها وخاصة واليها الذي لا يحرك ساكن ولا تحز في نفسه المواقف لا تدمع عينه لجوع الأطفال ولا أنين الشيوخ ولا بؤس النساء الحرائر ولا ينشط كغيرة من المسؤولين والولاة لم يجهز مقاومة لتقف إلى جانب القوات المسلحة والقوات الأخرى ليتستعجل تحرير مدن ولايته لم يفكر سوى في كيف يصرف ويوزع حصة الولاية القادمة من العاصمة الإدارية في اللاشىء، لقد مل مواطن الولاية من فشل الرجل وبطء همته وعدم عزمة فهلا عجلتم بإبداله وقدمتم وال لغرب كردفان يتناسب وتضحيات الأمير عبد القادر منعم منصور،


