تقرير : إيمان مزمل
نظمت وزارة الثقافة والإعلام والسياحة، عبر وكالة السودان للأنباء “سونا”، اليوم، المنبر التنويري رقم (38)، الذي جاء جراء الأحداث الأخيرة والجرائم المروعة التي ارتكبتها ميليشيا الدعم السريع المتمردة بحق المواطنين الأبرياء في مدينة الفاشر ، حيث تواصل هذه الميليشيا ارتكاب المجازر الوحشية ضد المدنيين العزّل، في مشهد يجسد أبشع صور انتهاك حقوق الإنسان.
واستضاف المنبر اللجنة الوطنية لفك حصار مدينة الفاشر، اليوم بقاعة جهاز المخابرات العامة،
أوضاع إنسانية مأساوية في الفاشر
أكد المتحدثون في المنبر أن مدينة الفاشر تواجه أوضاعًا إنسانية بالغة الخطورة نتيجة الحصار والجرائم البشعة من قبل الميليشيا المتمردة، ما أدى إلى انقطاع الإمدادات الغذائية والطبية عن آلاف المدنيين.
ودعت اللجنة المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية إلى التحرك العاجل وضمان حماية المدنيين وفقاً للقانون الدولي الإنساني، مشددة على أن الصمت الدولي إزاء ما يحدث في الفاشر وصمة في جبين الإنسانية.
إشادة بصمود القوات المسلحة وأهل الفاشر
وأشادت اللجنة بـصمود القوات المسلحة والقوات المشتركة والمستنفَرين وأهالي الفاشر في مواجهة الهجمات، واعتبرت أن تضحياتهم تمثل ملحمة وطنية وإنسانية تجسد ثبات الشعب السوداني في الدفاع عن أرضه وكرامته.
كما حيّت اللجنة المرأة السودانية على دورها في الصمود والإسناد خلال فترة الحصار، مؤكدة أنها قدمت نموذجاً فريداً في الشجاعة والتضحية والعطاء الوطني.
تحية للشهداء وتحذير من مأساة إنسانية
ووجّه المتحدثون تحية إجلال للشهداء والجرحى من القوات المسلحة والمواطنين، مؤكدين أن السودان يخوض معركة كرامة وطنية في وجه العدوان، وأن ما يجري في الفاشر يشكل اختباراً حقيقياً للضمير الإنساني العالمي.
وحذروا من كارثة إنسانية ، مؤكدين أن المجتمع الدولي والمنظمات الأممية تتحمل المسؤولية الكاملة عن صمتها في اتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ المدنيين.
اللجنة: حصار الفاشر جريمة ممنهجة ضد الإنسانية
قال مقرر المسار الخارجي باللجنة،الدكتور محمد عثمان أبو قردة، إن رفع الحصار عن الفاشر ووقف استهداف المدنيين مسؤولية إنسانية وأخلاقية، مشيراً إلى أن “أسلوب التجويع الممنهج والحصار يخالف كل القوانين الدولية”.
وأكد أبو قردة أن عدم تنفيذ مجلس الأمن قراره رقم (2736) بشأن الفاشر والصمت حيال الجرائم الإنسانية يمثل “تباطؤاً يُسجل ضد الإنسانية”، مشيراً إلى أن اللجنة ستواصل حشد الجهود والتعبئة وسط الشعب السوداني لدعم وإنقاذ حياة المواطنين في المدن المحاصرة.
من جانبه كشف نائب رئيس المسار الإنساني باللجنة،الدكتور محمد شرف الدين، أن الميليشيا ارتكبت جرائم قتل وتصفيات ممنهجة استهدفت العجزة والأطفال وقيادات ورموز المدينة، مشيراً إلى أن نحو مليون مواطن في الفاشر يعيشون تحت الحصار لأكثر من 500 يوم، لافتاً إلى أن اللجنة ستواصل عملها في جميع المسارات الإنسانية والإغاثية وستظل “صوتًا لأهل الفاشر حتى يُرفع الحصار وتُستعاد الحياة الكريمة”.
المرأة السودانية.. درع الصمود والإسناد
قالت د. رجاء محمد صالح، رئيس لجنة المرأة إن أبطال الفاشر “ظلوا يقدمون الدروس في البطولة والشجاعة والثبات والتضحية”، مؤكدة إدانتها الكاملة للانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها الميليشيا أمام أنظار العالم “الذي ظل يتفرج دون أن يحرك ساكناً”.
واتهمت بعض المنظمات الدولية بتقديم الدعم والمساندة للمليشيا الإرهابية، ووصفت الأوضاع الإنسانية بالفاشر بأنها مأساوية وغير مسبوقة، داعية إلى تضافر الجهود الوطنية وتوحيد الجبهة الداخلية لإنهاء الحصار.
وشددت اللجنة على أن إنهاء الحصار وحماية المدنيين يمثلان مسؤولية عاجلة للجميع، مؤكدة أن صمود أهالي الفاشر يعكس روح التحدي والوطنية في مواجهة الانتهاكات.
