الأعمدة ومقالات الرأي
أخر الأخبار

عصام أبومدينة يكتب: الحل العسكري أولاً… قراءة في تصريح الرئيس البرهان

متابعات ريام نيوز
عندما يصرّح السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، بأن (الحل في السودان عسكري أولاً، ثم تأتي الحلول الأخرى)، فهو لا يطلق موقفاً سياسياً معزولاً، بل يقدم تشخيصاً لواقع تشكّل تحت ضغط الحرب التي اندلعت بين الجيش ومليشيا الدعم السريع المتمردة والمدعومة إقليمياً. هذا الواقع فرض إعادة تعريف طبيعة الدولة، وحدود قوتها، وأولويات استعادتها.

ما يطرحه الرئيس البرهان في جوهره هو أن أي مفاوضات سياسية لا يمكن أن تُنجز في ظل انهيار الدولة. من هنا يتضح أن (الحل العسكري) الذي يطرحه سعادة الرئيس ليس نفياً للحل السياسي، بل تمهيداً له. إذ يُقرأ كمحاولة لخلق بيئة أمنية تسمح بنشوء عملية سياسية حقيقية غير خاضعة لابتزاز السلاح.

رؤية السيد البرهان تقوم على ثلاث مراحل مترابطة: تبدأ بإيقاف فوضى مليشيا الدعم السريع المتمردة، ومن ثم إعادة بناء مؤسسات الدولة بما يعيد تماسكها وقدرتها على إدارة الشأن العام، ما يمهد للانتقال إلى مسار سياسي يستند إلى دولة قادرة لا دولة منهارة.

هذا الترتيب يعكس قاعدة معروفة في إدارة الصراعات: لا حوار فعال بلا سلطة قادرة على فرض نتائجه، ولا استقرار بلا وحدة للقوة السيادية.

لكن التحدي الأكبر لا يكمن في الحسم العسكري بحد ذاته، بل في كيفية تحويله إلى نقطة انطلاق نحو سلام شامل، لا إلى مرحلة جديدة لصراع آخر. فالنجاح يتطلب رؤية سياسية ناضجة تستوعب كل القوى الوطنية، وتعيد دمج المجتمع في مشروع دولة موحدة، تُخضع السلاح لسلطة القانون، لا العكس.

لذلك، يمكن اعتبار تصريح الرئيس البرهان خطوة محورية في مسار استعادة الاستقرار في البلاد وفق الشروط التي طرحتها الدولة للتفاوض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى