
متابعات : ريام نيوز
في زمن ما زالت فيه المرأة تواجه تحديات وانتهاكات عديدة لحقوقها، يظل صوتها أقوى سلاح في مواجهة الظلم. وقول “لا” حين يجب أن يُقال ليس مجرد رفض، بل هو تعبير عن كرامة لا تقبل المساومة، ورسالة لكل امرأة بأن لها الحق في حماية نفسها ومطالبتها بما تستحقه.
هذا الصوت ليس فقط دفاعًا عن الذات، بل أداة تمكين للمرأة، ويفتح أمامها أبوابًا جديدة، ويصبح مثالًا يُلهم أخريات على اتخاذ موقفٍ شجاع في حياتهن العملية والشخصية.
وفي السودان، الحرب كانت سببًا مباشرًا في تفاقم الانتهاكات ضد النساء، بما في ذلك ظواهر العنف الجسدي والتحرش والاغتصاب والاستغلال النفسي والمادي، ما جعل تمكين المرأة والدفاع عن حقوقها أكثر ضرورة وإلحاحًا من أي وقت مضى.
تواجه النساء تحديات مزدوجة نتيجة الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الراهنة، من انتهاكات حقوقهن في واقع الحرب، إلى ضغوط الحياة اليومية، لتجد كل امرأة نفسها أمام اختبار حقيقي لقوة إرادتها وصوتها. ومع ذلك، نجد نساءً قويات يرفعن أصواتهن، ويطالبن بحقوقهن ، مؤكدات أن التغيير يبدأ من الجرأة على المطالبة والرفض، وأن الصمت ليس خيارًا في وجه الظلم.
في مواجهة العنف والتحرش والاستغلال، يجب على المرأة أن تدرك أن ما تتعرض له ليس خطأها، وأن الدفاع عن النفس ورفض الظلم ليس جُرأة غير مبررة، بل واجب طبيعي للحفاظ على الكرامة. ليس هناك عيب في طلب المساعدة سواء من المؤسسات، الجمعيات، أو الجهات القانونية، فهذا دعم يمنحها القوة والقدرة على الصمود.
التحدث عن الانتهاكات التي تتعرض لها المرأة أمر ضروري، فالكلمة لها وزنها، وكل صوت يعلو في وجه الظلم يصبح رسالة تمكين للنساء الأخريات، ويثبت أن الاستسلام ليس خيارًا.
الحق في الأمان والحرية والكرامة من حق كل إنسان بما في ذلك المرأة وعلى كل امرأة أن تطالب به، وأن تسعى للحصول على الدعم النفسي والقانوني عند الحاجة، لأن مواجهة آثار الحرب والعنف تتطلب قوة وإصرارًا، والدعم المتخصص يعيد للمرأة عافيتها وقدرتها على مواجهة التحديات.
للأسف، في العديد من البيئات العملية والاجتماعية، ما زالت النساء يتعرضن للاستغلال أو الضغوط غير العادلة. بعضهن يستسلمن للصمت، معتقدات أن المواجهة صعبة أو خطيرة أو عيب في المجتمع، وأن التعبير عن الحقوق سيكلفهن الكثير. لكن الحقيقة أن الصمت لا يحمي، والصمت لا يوقف الانتهاك، والصمت لا يغيّر الواقع.
المرأة التي ترفع صوتها، وتقول “لا” للظلم، تعلن عن كرامتها، وتثبت أنها مسؤولة عن نفسها فقط، وأنها صاحبة حق مشروع في الحماية والعدالة.
هذا الموقف ليس فقط دفاعًا شخصيًا، بل رسالة قوية لكل نساء المجتمع: يمكننا جميعًا أن نغيّر الواقع، ويمكننا أن نلهم بعضنا البعض لنحمي حقوقنا، ونحقق التغيير المطلوب.
في احتفالات العالم في العاشر من ديسمبر من كل عام منذ العام 1948م باليوم العالمي لحقوق الإنسان، وفي كل يوم، يجب أن نتذكر أن صوت المرأة هو أداة للتغيير، وأن الأمل الجديد يولد من الجرأة على المطالبة بالحقوق، ومن القوة على قول “لا” حين يجب أن يُقال. فكل كلمة تُنطق، وكل موقف يُتخذ، هو خطوة نحو مجتمع أكثر عدالة وإنصافًا، حيث تُحترم كرامة كل امرأة، ويصبح الظلم مجرد ذكرى تنقشع أمام إرادة النساء وقوتهن، سواء في السودان أو في أي مكان آخر.
يا عزيزتي…
ليكن صوتكِ عاليًا، صادقًا، شجاعًا ضد الخذلان
فصوتكِ قوة، وقوتكِ بداية التغيير.



