
السلام في حالة الحرب/ إيمان مزمل الرشيد
بورتسودان ٢١ سبتمبر ٢٠٢٤م/ ريام نيوز
العنوان فكرة من شعارالإحتفال باليوم العالمي للسلام هذا العام الذي يصادف 21 من سبتمبر وتقوم فكرة الشعار كما نادت بها الامم المتحدة على” الامتناع عن العنف ووقف إطلاق النار”، وبهذه المناسبة، تدعو الأمم المتحدة كافة الأمم والشعوب إلى الالتزام بوقف للأعمال العدائية خلال هذا اليوم، وإلى إحيائه بالتثقيف ونشر الوعي لدى الجمهور بالمسائل المتصلة بالسلام.
ففي اليوم العالمي للسلام يشهد العالم إحتفالات تعبر عن قيم السلام وأهميته في بناء المجتمعات والتعايش السلمي في العالم وتعزيز إحترام حقوق الإنسان وخلق بيئية خالية من النزاعات والحروب.
أولى خطوات طريق السلام هي خطوة ذاتية داخل الإنسان نفسه قبل ممارسته مع الأخرين وأن يعي تماما بأنه شريك الآخرين في الأرض وليس سيدا وأن يحترم ويتعايش معهم وأن يعمل للحفاظ على مؤسسات الدولة والمنافع المشتركة وأن لايستبيح التعدي على الأخرين وعلى ممتلكاتهم .
السلام في حالة الحرب:
من الصعب جدا قول سلام في وقت الحرب لانهما اضداد لا تلتقي والعالم اليوم يموج بالنزاعات والحروب في كل مكان ينتشر القتل والرعب والدمار والعنف والتهجير والتطهير العرقي كا يحدث في حرب السودان المستمرة منذ الخامس عشر من أبريل 2023 وحتى الأن والتى هجرت الالاف من المواطنيين ودمرت البنية التحتية بالبلاد وشردت اكثر من 12 مليون مواطن سوداني وكذا حال الحرب في غزة ولبنان واوكرانيا.
ولتحقيق هذا الشعار في هذا اليوم المطلوب من جميع الشعوب والأمم أن تتكاتف جهودها وتتوحد كلمتها برفض الخراب والحرب والاتجاه نحو السلم المجتمعي الحقيقي بعيدا عن داعمي الحروب ومساندي عدم استقرار البشرية. وان نسعى لسلام امل لكن في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد يجب أن نعمل على تغير تفكير المجتمع للتعايش السلمي والتماسك المجتمعي وتعزيزالمحبة للوطن والمجتمع ككل بعيدا عن الإنتماء للجماعات الصغيرة القبائل والانتماء السياسي والمناصرة ودعم كل ما يمكن أن يحقق تعايش سلمي ورفض كل من يسعى او يساهم في تفكك المجتمع
وعلى الجميع الالتزام بقوانين الحياة ، لأن الضبط الإجتماعي هو احد أهم ركائز السلم الاجتماعي في المجتمعات وبالتالي نستطيع جميعا العيش معا بتناغم اذا التزم كل فرد بضبط نفسه وإحترام الآخر بإتجاه إنساني وآخلاقي وعدم التمييز.
النساء هن أكثر شرائح المجتمع تأثرا بالحرب:
على الرغم من مواجهة المرأة عموما العديد من الإنتهاكات والتحديات إلا انها صمدت وصبرت، ظلت تعطي برغم المعاناة والألم ، فقط تحتاج لدعم حقيقي لاسيما دعم نفسي من خلال معالجة الصدمات وأثار العنف التي تعرضت له تحسبا لعدم نقله لأطفالها للوصول إلى سلام نفسي يجعلها قادرة على تحمل المسؤلية و تعزيز الوعي بدورها في السلام من خلال التنشئة السليمة بترسيخ ثقافة السلام وتأصيل قيم التسامح والإخاء وهكذا نمهد الطريق لبناء سلام مجتمعي سليم ومعافى، فالنساء هن عناصر فاعلة في إحلال السلام سواء كان ذالك بطريقة مباشرة او غير مباشرة و ذلك بتمكين المرأة لتكون عنصرا فاعلا ومشارك في المجتمع.
كما ان مشاركتهن في بناء السلام تتيح للدولة فرصة معالجة مشكلة محدودية مشاركة المرأة في صنع القرار والمشاركة السياسية في السودان .
تساؤلات :
هل نضمن أن يعم الأمن والسلام في البلاد ؟ هل العدالة الاجتماعية والمساعدات الإنسانية وحدها تكفي ؟ الحرب تنتهي في وقت نأمل أن يكون قريبا حتما سيعم السلام
وللاجابة على هذه الاسئلة يلزمنا تعمير وتطوير وكل ذلك يحتاج منا الى تغيير شامل ،تغير تفكير المجتمع ككل وتغيير في بعض سياسات في الدولة واعادة صياغة ووضع رؤى جديدة للمستقبل.
ولذلك لا بد ان نتفق جميعا ان موازين الحياة كانت مختلة جدا وتتفاوت الظروف والحياة بين جوع وتخمة ، تخلف وتطور ، تقسم السودان إلى جماعات ولطالما كان هذا الأمر كالقنبلة الموقوتة المليئة بالحقد والكراهية بين ابناء الوطن الواحد حتى إنفجرت حربا ومعاناة صنعت أفكارا سادية للبعض تتلذذ بقتل الآخرين والدمار الذي حل على البلاد وكل ذلك يحاج إلى تغير شامل.
العودة للحياة:
تتطلب فترة مابعد الحرب وتعني العودة للحياة، العمل على توعية المجتمع بضرورة المشاركة الحقيقية و الفعالة في عملية التعايش السلمي القائمة على المحبة والتعليم والتثقيف وتنشئة جيل محب للوطن فنامل ان تعود ذكرى اليوم العالمي للسلام وتكون قد عادت للسودانين الحياة بتوقف الحرب وانهاء المعاناة.