الأعمدة ومقالات الرأي
أخر الأخبار

العقيد مهندس ركن عبد العال الأمين يكتب : تحرير القصر الجمهوري .. ملحمة عسكرية تسطر فجر السودان الجديد

العقيد مهندس ركن عبد العال الأمين يكتب : تحرير القصر الجمهوري .. ملحمة عسكرية تسطر فجر السودان الجديد

ريام نيوز/ الخرطوم ٢١مارس ٢٠٢٥م

في صباح الجمعة الموافق 21 مارس 2025 (21 رمضان)، انطلقت بشائر النصر و الكرامة، معلنةً تحرير القصر الجمهوري من قبضة بقايا مليشيا الدعم السريع الإرهابية المتمردة ، هذا الصرح التاريخي ، الذي طالما كان رمزاً للسيادة الوطنية ، عاد اليوم إلى حضن الدولة ، بعد معركة جسّد فيها الجيش السوداني الباسل أعظم صور التضحية و الإقدام .

لم يكن هذا النصر مجرد استعادة لمبنى ، بل كان تحطيماً لمخطط خارجي كان يسعى إلى خطف السودان من مساره الوطني ، وتنفيذ أجندات تهدف إلى تمزيق وحدته لكن الجيش ، بقيادته الحكيمة و تخطيطه العسكري المحكم ، نجح في إحباط هذه المؤامرة ، مسجلاً نقطة فاصلة في حرب الكرامة التي يخوضها دفاعاً عن الأرض و العرض .

منذ اندلاع الحرب ، أكدت القوات المسلحة السودانية أنها صمام أمان السودان وحامي وحدته ، ورغم التحديات الجسام، مضت بثبات وفق استراتيجية عسكرية محكمة، مكنتها من تحرير المواقع الاستراتيجية واحدًا تلو الآخر، وصولًا إلى القصر الجمهوري، القلب النابض للسيادة السودانية.

لقد أثبت الجيش تفوقه العملياتي والتكتيكي، حيث تمكن من اختراق دفاعات العدو المنهارة، واستئصال بقايا فلول آل دقلو ومرتزقتهم الذين حاولوا الاحتماء خلف جدران القصر، ظناً منهم أنه سيكون معقلًا دائمًا لهم. لكن العدالة لها سيوفٌ مسلولة، والوطن لا يحميه إلا رجاله الأوفياء.

يُعد القصر الجمهوري أحد أعرق المعالم السيادية في السودان، حيث شهد محطات فاصلة، بدءًا من مقتل الجنرال غوردون على يد أنصار الثورة المهدية عام 1885، مروراً بإعلان استقلال السودان عام 1956، وصولاً إلى الأزمات السياسية التي شكلت خارطة الحكم في البلاد.

اليوم، وبعد تحريره من براثن التمرد، يعود القصر الجمهوري ليكون رمزاً للشرعية الوطنية والاستقرار، بعيداً عن عبث المرتزقة الذين حاولوا تحويله إلى منصة للخيانة وتنفيذ مخططات الهدم والتخريب.

تحرير القصر الجمهوري يمثل ضربة قاصمة لمخططات التمرد ، ورسالة قوية بأن السودان لن يكون رهينةً في يد قلة مارقة. ومع التقدم العسكري المتسارع للقوات المسلحة السودانية، تتكشف معالم السودان الجديد سودان الحرية، والاستقلال، والسيادة غير المنقوصة.

وفي كل مدينة وقرية، علت أصوات الفرح والهتاف باسم الجيش السوداني، احتفاءً بانتصار إرادة الشعب على قوى العمالة والارتزاق. فقد أثبت السودانيون، بمواقفهم الصلبة، أنهم حصن الوطن الأول، وعماده المتين، وأنهم لن يسمحوا بأن يُختطف بلدهم أو يُباع في سوق المصالح الخارجية.

بانتهاء معركة تحرير القصر الجمهوري، يدخل السودان مرحلة جديدة من التعافي والبناء. فتثبيت الأمن، وإعادة الإعمار، وتطهير باقي المواقع من فلول التمرد، كلها تحديات قادمة، لكن الجيش السوداني أثبت أنه قادر على حسم المعركة عسكريًا، كما أنه قادر على حماية السودان سياسياً واقتصادياً .

إن تحرير القصر الجمهوري ليس نهاية الطريق، بل بداية عهد جديد، يُعيد للسودان هيبته، واستقراره، ومكانته بين الأمم. وكما كان النصر عسكريًا، سيكون أيضاً انتصاراً في بناء وطن يليق بتضحيات أبنائه ، و تاريخه المجيد.

رحم الله الشهداء ، وشفا المصابين ، و حفظ السودان من كيد الأعداء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى