إيمان مزمل الرشيد تكتب : أمومة بلا عمر
ريام نيوز/ بورتسودان٢١مارس ٢٠٢٥م
بمناسبة عيد الأم هذه تجربتي في القصة القصيرة لتوثيق ذكرياتي
لطالما كان أثير إذاعة كادقلي عالمي الصغير، مكاني الآمن الذي أتنفس فيه الشغف والحب ، من دفتر ذكرياتي، عندما كنت أعد وأقدم برنامج الأطفال، حيث كانت ضحكاتهم البريئة تملأ الأثير، وكنت لهم “ماما إيمان”—الأم، الصديقة، والراوية التي تفتح لهم أبواب الحلم ، كان البرنامج مساحة للفرح، وكنت أرى في كل طفل ابنا أو ابنة، أحتضنهم بحبي وكلماتي، وأتعلم منهم بقدر ما أعلمهم.
مضت السنوات، وتغيرت الوجوه، في يوما ما ، بين أرجوحة الفرح في القرية السياحية، لفتتني نظرة مألوفة عيناها حملتا ذكريات بعيدة، وابتسامتها لم تتغير، وإن كانت قامتها قد نمت، حتى أصبحت تفوقني طولا هرعت إليها واحتضنتها بكل الشوق، فركضت مسرعة، ثم عادت تمسك بيد والدتها بحماس، وكأنها تريد أن تريها شيئا ثمينا وجدته.
حين وصلت إلي، التفتت إلى أمها قائلة بفرح: “هذه ماما إيمان ” نظرت الأم إلي بدهشة، ثم ابتسمت برقة وقالت: “يا ابنتي، ماما إيمان هذه تحتاج إلى أم”
ضحكتُ، وتلاقت نظراتي مع صغيرتي التي كبرت، وشعرت أن الأمومة ليست عمرًا ولا لقبا، بل هي شعور يسكن القلب، يكبر مع الحب، ولا يشيخ أبدا.
