الأعمدة ومقالات الرأي
أخر الأخبار

علام عوض يكتب: جنوب كردفان الجرح المنسي

علام عوض يكتب: جنوب كردفان الجرح المنسي

ريام نيوز ١٢ مايو ٢٠٢٥م
نجحت جنوب كردفان حكومتاً و شعباً في الصمود طويلاً شامخين كجبالها في وجه العديد من التحديات التي فرضتها الحرب رغم بعد موقعها الجغرافي الذي تقع فيه عن المركز و العاصمة الإدارية الجديدة ، الحصار و المعارك فاقمت من الأزمات الإنسانية إلا أنه لم تسجل أي كوارث صحية. بالمقابل أدت السلطات العسكرية و الأمنية و الوزارات بجانب الإدارة الأهلية و القوى السياسية و الإعلام أدوارها بالمستوى الجيد مع مراعاة الظروف السيئة التي تحيط بالبيئة العامة بالمنطقة و تصديها لجبهتين الحركة الشعبية و الدعم السريع.

حكومة الولاية إستطاعت أن تدير دولاب عملها بحرفية دون إنقسامات تتيح للطامعين النيل من مؤسساتها فالملاحظ أن إدارة الأزمات التي مرت بها خلال العامين تمت بتوافق و رضاء القائمين على الأمر دون شد من طرف حتى لا ينقطع حبل الإستقرار الإداري الذي تحتاجه مكونات المجتمع لتوفير إحتياجاته ولو الملحة منها و كذلك الدولة حتى لا تستطيع إكمال مسيرتها في دحر التمرد.

من جانبهم أظهر المواطنين بجنوب كردفان قدر عالي من المسؤلية من خلال مساهمتهم في بشيء من الأمن الغذائي بزراعة المساحات الخالية داخل و خارج المنازل كيف لا وهي سُنة المجتمع هناك إلا أن إندلاع الحرب و قبل فرض الحصار على الولاية عاد الناس لممارسة العادة المحببة لهم و التي صرفتهم عنها ظروف المعيشة الطاحنة التي حدت بذلك من وجود الوقت الكافي لممارستها لدى العديد منهم.

و أيضاً نحجت المكونات المجتمعية في الإستقرار بعدم الالتفات إلى الإشاعات كما إقيمت البرامج الإجتماعية و الثقافية التي نفذت بمحليات الولاية المختلفة علاوة على التدريب و الفعاليات الأخرى كل تلك الأنشطة كان لها الأثر الإيجابي الواضح في نفوس الناس.

اللافت في هذا الواقع أن الشباب و الشابات برزوا في هذه المرحلة كالبنيان المرصوص لم يغضوا الطرف عن الواقع لذلك لا يمكن الاستغناء عنهم و الحاجة لمشاركتهم في الحياة العامة أكثر من أي وقت مضى ، بل يجب على الجهات المعنية النظر بعين الاعتبار و بثقة أكبر بتوفير المناخ المناسب و الأوسع لهم في القيادة و الإدارة و المجالات المختلفة حتى و أن يكون المشروع مستقبلاً.
حفظ الله البلاد و العباد من كيد الكائدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى