مسارات : محفوظ عابدين يكتب ملامح ولاية (نهر النيل) في (مرآة)الحكومة الاتحادية المنتظرة.

مسارات : محفوظ عابدين يكتب
ملامح ولاية (نهر النيل) في (مرآة)الحكومة الاتحادية المنتظرة.
وانا اتابع خطاب رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس مساء الخميس بشأن ملامح حكومته المنتظرة والذي اعلن فيه اسم الحكومة وأسماء الوزارات التي بلغت (22) وزارة. فإن هذا الخطاب سيخضع بالتأكيد لمزيد من التحليل ولن يترك اهل السياسة والاعلام فقرة من فقراته إلا وقتلوها بحثا.
ويبقي حالى مثل حال الشاعر عنترة بن شداد، عندما إراد ان يكتب معلقته الشعرية المعروفة، فتساءل هل ترك الذين سبقوه من الشعراء، بيتا من الشعر لم يكتبوه،؟ وبدأ معلقته بهذا التساؤل.
هل غادر الشعراء من متردم.
ام هل عرفت الدار بعد توهم؟
ومن خلالي إستماعي لخطاب دكتور كامل إدريس دخلت في نفس تساؤل الذي طرحه عنترة بن شداد ولكن نظرت إليه من زاوية اخرى.
وتراءت الى خاطري ولاية (نهر النيل) في خواطر و جوانب كثيرة من هذا الخطاب ،ولعل أولى هذه الخواطر هو أسم الحكومة. حكومة (الأمل) وهو اسم فيه (تفاؤل) وظنُ بالله (حسن) وانا عند حسن ظن عبدي بي،وفي الاسم (رجاء) وهذا مما يطمئن الشعب السوداني في الحكومة المرتقبة.
ومن هذا الاسم حكومة (الأمل) قفز الى (ذهني) فريق( الأمل) عطبرة بولاية نهر النيل ذلك الفريق العنيد الذي يقبل (التحدي) ولايرضى (الهزيمة) ولا (دنيئة) ويحب (مصارعة) الكبار والانتصار عليهم مثل فريقا (الهلال) و(المريخ) العاصميين ويبدو ان حكومة( الأمل ) للدكتور كامل إدريس فيها شيء من صفات(الأمل) عطبرة هو قبول التحدي وعدم الاستسلام وتحقيق الانجازات.
ويبدو ان اسم حكومة كامل إدريس لازالت علاقته ب(نهر النيل) مستمرة حيث اشهر مقطع من أغنيات الفنان المعروف إبن ولاية نهر النيل ومدينة شندي العريقة الفنان الكبير صاحب الصوت الشجي الطيب عبد الله والشهير باغانيه التي تظللها الرومانسية ويكسوها الحزن ،ذلك المقطع الذي يقول فيه ( بالأمل صبرت قلبي).
وهذا هو حال الشعب السوداني ولسان حاله يقول لكامل إدريس بحكومة (الأمل) صبرت قلبي.
وعندما تحدث رئيس الوزراء عن وزارة المعادن تراءت أمام ناظري ولاية نهر النيل وهي تنتج اكثر من (60% ) من انتاج (الذهب) في السودان وهذا مما يجعل ولاية نهر النيل في دائرة إهتمام الحكومة الاتحادية.وهذا( الذهب) الذي تنتجه ولاية نهر النيل سيكون له اليد الطولى في تنفيذ برامج حكومة (الأمل) التي يتراسها الدكتور كامل إدريس.
وولاية نهر غير( الذهب) لها اكثر من (22) معدنا كلها من المعادن الثمينة والمطلوبة عالميا، وهذه المعادن موزعة بين محليات الولاية الشمالية والجنوبية منها (الرمال البيضاء) في المتمة والتي تدخل في صناعة (الزجاج) و(الرقائق الالكترونية) وصناعات اخرى بالاضافة الى تعدين الحديد الذي عرفته ولاية نهر النيل في منطقة كبوشية في شمال شندي في العهود القديمة قبل ان تعرفه مدينة( بيرجنهام) البريطانية التي اشتهرت به في العصور السابقة.
وهذا مما يعظم فرص ولاية نهر النيل في الاستثمار الذي يجعل من هذه المعادن ال(22) فرصة لنهوض تلك المحليات ويعزز من جهود صندوق التنمية المحلية بولاية نهر النيل الذي يقوده ابوبكر محمد الامين في توزيع التنمية المتوازنة في الولاية.
وهذا الميزات قد تعزز من فرص فوز الولاية بالمقر الدائم لوزارة المعادن الاتحادية ليكون في (عطبرة) بدلا من ان يكون في (الخرطوم) لهذه المميزات.
وإن ملتقى النيل الاستثماري الذي انعقد بمدينة عطبرة في شهر يناير الماضى والذي نظمته وزارة الصناعة والاسثتمار بالولاية بقيادة وزيرها عثمان عبد الرحيم عمارة فقد فتح هذا الملتقى الباب على مصرعيه للعديد من الصناعات خاصة صناعات الحديد والصناعات الثقيلة في مجالاتها المتعددة
ووزارة النقل والبنى التحتية الاتحادية كأنها تنظر الى ولاية نهر النيل بعين( الأمل) حيث ان عطبرة هي عاصمة سكك حديد السودان وبها مطار دولي وبها طرق قومية تربط العديد من الولايات في الشمال والشرق والوسط، والبني التحتية التي تتميز بها نهر النيل في مجال الكهرباء والمياه والموقع الوسط كل هذه المميزات تجعل منها ان تكون مقرا لوزارات المعادن والنقل والبني التحتية والصناعة والتجارة على الاقل ان لم تكن العاصمة البديلة للسودان ككل.
وفي كل الوزارات التي ذكرها رئيس الوزراء كامل إدريس فيها ملامح من ولاية نهر النيل وهذا مما يزيد( الأمل) ان تكون حكومة (الأمل) الاتحادية في أرض (الأمل) بولاية نهر النيل.