محفوظ عابدين يكتب :مسارات مبارك الفاضل …البحث عن (إبرة) في كوم المجتمع الدولي

محفوظ عابدين يكتب :مسارات
مبارك الفاضل …البحث عن (إبرة) في كوم المجتمع الدولي

والابرة هي معروفة في حياكة الملابس ومخيط الرتق مابلى منها.
والابرة شكلت حضورا في القاموس (السياسي)و(الاقتصادي) و(العسكري) وكان لها في الامثال موقعا. فالدول الصناعية المتقدمةيقال عنها انها تنتج من( الصاروخ) الى( الإبرة) والمتأخرة صناعيا يقولون انها عجزت عن صنع (إبرة)
وفي الامثال يقولون ان فلانا هذا لايدخل (خيطا في إبرة) اي انه لافائدة منه ولايستطيع ان يقدم خدمة الناس ولامساعدة الأخرين.
وفي المجال العسكري دخلت الإبرة في هذا القاموس من باب السودان ومن خلال قائد الجيش فيه عبد الفتاح البرهان عقب الحرب التي اندلعت في السودان لاطماع دولية وإقليمية ،وعندما كان اهل السودان يستعجلون (النصر ) قال لهم البرهان نحن نحفر ب(الإبرة) كان لهذه كلمة معاني كثير ومن بينها لأن الإبرة ارتبطت ب(الخيط ) و(رأس) الخيط يقودك الى النهايات المطلوبة كما في عمل المباحث والشرطة في الجرائم الغامضة.
ولان الحرب جريمة تعامل معها بسياسة (حفر الإبرة) ومن رأس الخيط عرف البرهان المواقف الدولية والإقليمية والوطنية ، منها مواقف بعض القوى السياسية التي تماهت مع الحرب وهي تدعي الحياد وتدعي الخوف على الوطن والمواطن.
ولعل المواقف المغزية والمخجلة هي تلك المواقف الوطنية من القوى السياسية أو من شخصيات سياسية ،لان المواقف الدولية والإقليمية تحكمها المصالح في المقام الاول متى ما تحققت المصالح فلا عداوة دائمة ولا صداقة دائمة في قاموس المجتمع الدولي الذي يوظف القوى والسياسية والجماعات المناهضة والاشخاص من اجل تحقيق تلك المصالح دون (حياء) أو (خجل)
وكثير ما ترتهن القوى السياسية أو الشخصيات السياسية للمجتمع الدولي من خلال( كروت) ضغط لايستطعون( الفكاك) منها وهم( يفعلون) ما(يؤمرون).
ولعل من هؤلاء رئيس الوزراء الاسبق عبد الله حمدوك ويكفيه فقط في هذا المجال انه استدعى البعثة الأممية السودان بقيادة( فولكر)واخذ مرتبه وفريق عمله من بريطانيا ،وقضى الأمر الذي فيه تستفتون.
أما مبارك الفاضل فيبدوا انه ضاع عليه (رأس الخيط) واصبح متقلب المواقف مرة يدعي العقلانية ومرة تظهر عليه مباديء (الخرف) أو (الجهل)
ويكفيها دعوته الأخيرة بتكون لجنة دولية لمعرفة من بدأ الحرب والحرب معروفة من بدأها ومن خطط لها ومن ساعد في التخطيط لهذه الحرب من المجتمع الدولي والاقليمي ،
ودعوة مبارك الفاضل هذه قد تكون جزء من مسلسل جديد يفتح (نافذة) خاصة وإن مبارك الفاضل تنقل بين (العواصم) و(المواقف) ليجد موقع( قدم) في السلطة التي بحث عنها كثيرا في الفترة التي عقبت ذهاب حكم البشير وهو يتماهى مع المواقف بغض النظر عن اتجاهها ليصل الى السلطة ،هو يدعي (بعد) النظر ولايرى المواقف امامه ويبدو انه يحتاج الى لمبة ام (خيط) أو تركه هكذا لانه لايدخل (خيطا) في( إبرة).