كشف اسرار مشروع خراب السودان

اضواء حول المؤتمر التنويري الثامن والعشرون: مستشارون سابقون بالمليشيا يفجرون مفاجآت ويكشفون أسرار “مشروع الخراب”
متبعات ورصد ريام نيوز
٢٧ يوليو ٢٠٢٥
احتشد عدد من الصحفيين في قاعة فندق بلس في صباح صيفي لاهب، تلفح رياح البحر الأحمر وجوه المارة في مدينة بورتسودان، لحضور منبر سونا التنويري رقم ٢٨ ، الذي اتخذ عنوانه المشتعل من سخونة الأجواء السياسية، لا الطقس فقط.
وبعد العاشرة صباحًا، دخلت القاعة مجموعة من الشخصيات التي كانت تحتل مواقع مؤثرة داخل ما يُعرف بـ”المجلس الاستشاري” لمليشيا الدعم السريع المتمردة، معلنة انشقاقها العلني، في خطوة وُصفت بأنها “ضربة سياسية داخلية موجعة” للمليشيا المتمردة
وشملت المجموعة كلًا من:
مودببو إبراهيم بابجي، رئيس دائرة الحكم والإدارة، والأمين العام المؤسس للإدارات المدنية في مناطق سيطرة المليشيا.
الشيخ محمد أحمد عليش، رئيس الدائرة القانونية بالمجلس الاستشاري، ورئيس تحالف قمم/ ولاية الخرطوم.
عبدالعظيم سليم محمد علي، عضو المجلس الاستشاري، ورئيس الدائرة القانونية لتحالف قمم.
عباس محمد عبدالباقي، عضو المجلس ومستشار محلية شرق النيل.
بابكر خليفة محمد، عضو المجلس، مستشار سياسي.
مشروع لتدمير السودان:
خلال مداخلاتهم، فجّرت المجموعة المنشقّة جملة من الاتهامات والاعترافات الخطيرة، حيث أكدوا أنهم كانوا شهودًا على “مخطط ممنهج قادة المليشيا المتمردة وشركاؤهم من بعض القوى السياسية، هدفه تدمير السودان، وتشريد شعبه، ونهب ثرواته، وطمس هويته وتاريخه”.
وقالوا إن المليشيا استعانت بوسائل متعددة لضرب المجتمع السوداني، من حملات الترهيب والاعتقال والاختفاء القسري، إلى جلب عناصر أجنبية ومرتزقة لتدريب قواتها على الطائرات المسيّرة والتقنيات القتالية، بدعم مباشر من أطراف خارجية لا تضمر الخير للسودان.
وأكدت المجموعة أنها تخاطب الشعب اليوم “وقد تحررت من عباءة الزيف والخداع التي كانت تتدثر بها المليشيا”، مشددين: “لن نصمت بعد اليوم عن قول الحقيقة، ولن نقبل أن نكون شهود زور على تدمير الوطن”
من أطلق الرصاصة الأولى:
واجاب المستشارون المنحازون للوطن
في مواجهة الاخطار التي تعتبر مهددا لوحدته وسلامة اراضيه خلال المؤتمر التنويري لأول مرة عن سؤال حشدت به القوى السياسية اذهان المواطنين تضليلا وتمويها يتصل بمن أطلق الرصاصة الأولى للحرب
في صبيحة السبت الخامس عشر من ابريل من العام 2023 مما قاد إلي اشتعال الحرب الدائرة الان بالبلاد.
وكشفوا بأن القوي السياسية متمثلة في قوي اعلان الحرية والتغيير هي من أطلقتها بالتواطؤ والتنسيق التام مع المليشيا المتمردة بحجة تسليم السلطة للمدنيين بع الاستيلاء على القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش واستشهدوا في حديثهم بالمؤتمر الذي عقد بين الطرفين في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا بشأن الأمر.والعودة للحكم عبر بندقية مليشيا أسرة دقلو الارهابية
وقالوا إن المليشيا خلال فترة الحرب ارتكبت جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خاصة فيما يلي الاختطاف والأسرً والتعذيب بشكل وحشي في السجون والمعتقلات التي تدار من قبل أفراد وقيادات لأجل التكسب المالي ودفع الفدية لإطلاق الرهائن.
الانتهاكات :
واوضحوا خلال المنبر الدوري إن مابين 40 إلي 70 شخصا يموتون يوميا بسجن سوبا جوعا وعطشا وتنكيلا وتعذيبا وأنه يحوي نحو 4 آلاف سجين وأسير.
السلطة علي رفاة الوطن:
ويقول موديبو ابراهيم بابجي رئيس دائرة الحكم والإدارة للمجلس الاستشاري الأمين العام للإدارات المدنية بمناطق سيطرة المليشيا خلال المنبر أنهم كانوا شهداء علي مرحلة في غاية الأهمية وان من اشعل الحرب هو من أراد العودة للسلطة باي شكل كان ولو على رفاة الوطن. واضاف ان الحرية والتغيير التي يفترض بها العمل علي المحافظة علي أمن وسلامة البلاد هي التي أشعلت الحرب من أجل العودة لسدة الكرسي مىدرة أخري ونوه ابراهيم أنهم كانوا في صفوف المليشيا من قبل اندلاع الحرب ممثلا لها في العديد من ورش العمل التي تتناول قضايا البلاد والمشكلات العالقة حينها بين الأطراف السودانية وأن تلك القوي كانت على استعداد لحرق الوطن بما فيه من أجل السلطة.
وفند ابراهيم كافة دعاوى التهميش التي كانت تطلقها النخب السياسية ومحاربتها للمركز واستغلال الأمر ككرت ضغط لتنفيذ الأجندات الشخصية والخارجية متهما تلك النخب بالفشل في إدارة الموارد والتنوع.
دوافع الانشقاق:
وأشار ابراهيم إلى أن من دوافع انشقاقهم من المليشيا المتمردة هو ما سماه بالحملة الأخلاقية العالية للانتهاكات التي قامت بها المليشيا في حق المدنيين العزل والتهديدات الجدية واللاوجودية للدولة السودانية.
وأشار إلى أن تجربتهم في الإدارة المدنية وقتذاك كانت بهدف توفير الحماية للمدنيين وتسهيل انسياب المساعدات الإنسانية وتوفير الخدمات الأساسية في الإدارة سعوا لإقناعهم بالادارات المدنية وأهميتها إلا أن قادة المليشيا قايضوا الأمر بالاموال أي أن تصبح تلك الإدارات إيرانية ومحصلة للجبايات .منوها إلى أن ذات الأهداف باتت منفستو لمايعرف بتأسيس وانهم قاموا بعمل هياكل للسلطة السيادية
تداعيات قرار الانشقاق:
في المقابل قال الشيخ محمد احمد عليش رئيس الدائرة القانونية بالمجلس الاستشاري لقائد المليشيا رئيس تحالف قمم بالخرطوم أنهم كانوا علي ارتباط سابق من قبل الحرب كلجنة قانونية بالمليشيا المتمردة وانهم من المؤسسين للمجلس الاستشاري بعدها واضاف عليش أنهم يعلمون نتائج وتداعيات قرارهم بالانشقاق من المليشيا خاصة وانهم كمجموعة تعرضوا لكثير من الضغوط والتهديدات لاثنائهم من الوصول إلي بورتسودان وانهم كانوا أمام خيارين لا ثالث لهما ” البقاء في الخرطوم أو المغادرة المناطق آمنة”.
وأشار إلى أنه في ظل الفراغ القانوني وغياب أجهزة الشرطة والمحاكم قاموا باتخاذ خطوات تجاه المواطنيين من خلال رؤية قانونية متكاملة في مقدمتها تجفيف كافة المعتقلات وتغطية الفراغ الموجود.
وفاة 40 – 70 سجينا يوميا:
وأوضح عليش أن قيادة المليشيا وافقت على بعض المقترحات ورفضت تجفيف السجون والمعتقلات السرية وأنها تتبع لأشخاص بعينهم وان كل فرد من تلك القيادات لديه معتقل خاصا به لأجل التكسب المالي وتصفية الحسابات وليس للمؤسسة واضاف أن سجن سوبا كان الاسواء من بين كافة السجون والمعتقلات بالخرطوم وأنه كان يضم 4000 سجين يعانون معاناة كبيرة وان عدد الوفيات وصل مابين 40 إلي 70 شخصا يوميا بسبب حرمانهم مو الماء والغذاء والعلاج.
الحرب اطماع القوي السياسية:
ويعضد عبد العظيم سليم عضو المجلس الاستشاري لقائد المليشيا رئيس الدائرة القانونية بتحالف قمم ماذهب إليه مادببو بشأن من أطلق الرصاصة الأولي ويقول إن الحرب لم تكن مصادفة وانما كانت عبارة عن اطماع من قبل قوي سياسية مازالت تعمل بالتنسيق التام مع المليشيا إلي أن وصلت إلى تشكيل حكومة تاسيس الاسفيرية واضاف أن قوي اعلان الحرية والتغيير كانت ترغب في العودة للسلطة باي شكل وعبر بندقية المليشيا وأنها تخلت عن الوطنية واختزلتها في بنادق مليشيا أسرة دقلو وظلت تستغلها في كافة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت في حق المدنيين العزل من تقتيل وتشريد ونهب واغتصاب ونزوح.
ارتباط صمود بتأسيس:
وأشار عبد العظيم إلي أنهم في سبيل ذلك قاموا بفك الارتباط جزئيا حتي أصبحت صمود وان جزء منهم ذهب إلى تاسيس ومواصلة المشوار مع تأسيس ليس من أجل السلام وانما لتفتيت البلاد والنيل من كرامته وسيادته.من أجل الحصول علي السلطة والمال عبر عمليات ممنهجة ومدروسة ومخطط لها.
واكد فشل تلك المخططات وحكومة المليشيا التي تتبنى عقلية القتل والابتزاز والترهيب متوقعا انهيارها قريبا بعد أن يتشكل راي عام جديد لاصحاب الحق ومعرفتهم لنهج المليشيا ونواياها.
دعوات للاعتذار… ومهمة وطنية قادمة
خلال المداخلات، طالب بعض الصحفيين المنشقين بتقديم اعتذار رسمي للشعب السوداني عما ارتكبته المليشيا، خاصة وأن بعضهم كانوا في مراكز صنع القرار.
من جانبه، رحّب وزير الثقافة والإعلام والسياحة، الأستاذ خالد الإعيسر، بالمجموعة، معتبرًا انشقاقهم خطوة مهمة في كشف الحقائق وتبصير المغرر بهم، خصوصًا في دارفور وكردفان، مشددًا على ضرورة تكثيف التوعية داخل تلك المجتمعات.
وقال الإعيسر إن “المليشيا المتمردة غررت بكثيرين عبر خطاب زائف مبني على وهم دولة 56، وهو طرح مضلل لا يخدم إلا الأجندات التخريبية”، مضيفًا: “باب التوبة مفتوح، وهذه ليست أول مجموعة تدرك خطأها وتنضم إلى الوطن، ونأمل أن تتبعها مجموعات أخرى”.
وعد بدعم الصحافة الحرة:
في ختام حديثه، أكد الإعيسر أن وزارته ستواصل دعم الأقلام الحرة والصحافة الوطنية، مضيفًا أن حكومة الأمل ستسعى لتوفير بيئة حرة ومستقرة للصحفيين، وتذليل كل العقبات التي تواجه العمل الإعلامي، مؤكدًا أن الوزارة ستكون منبرًا يحتضن كل المبادرات الوطنية.