
ريام نيوز ٣١ يوليو ٢٠٢٥م
سقطت بعض القييم الأخلاقية النبيلة من سلم الحياة الاجتماعية عند كثير من السودانيين خاصة بعد إتساع داوائر التعاملات الإلكترونية في التواصل أو الإجراءات الخدمية ، إعتاد الناس على أساليب التنمر و الإستغلال بجانب الإحتيال عطفاً على الهشاشة التي تتوسط حياتنا و تهدد بالتدهور المتلاحق.
بعض الأشخاص يتخذون من معاناة المواطنين جراء الحرب فرص للمكاسب السياسية الرخيصة ، و المجاملات الباهته عبر وسائل التواصل الشخصية من أجل الوجاهة و زيادة عدد المتابعين و التفاعلات ، و بعد أن أُتيح خيار الوضع الإحترافي لكافة مستخدمي تطبيق الفيسبوك يحاول البعض الربح من وراء هذه الميزة بكل الطرق دون مراعاة للأضرار التي يمكن أن تحدث خاصة بالجوانب النفسية و الاجتماعية.
ما لا يعرفه الكثيرون أن كلمة مجاعة التي تستخدم في وصف الوضع الإنساني الذي تمر به عدد من ولايات السودان هي صحيحة لغتاً ، و ليست أبلغ كما تعتقد لأننا عندما نقولها فهي لأوضاع أخرى مغايرة ، أحياناً تجري عفواً في السنتنا. بل “مجاعة” تطلق لحالات نقص الغذاء الحاد كما هو بمدن ( الدلنج ، الدبيبات ، كادقلي ، بابنوسة ، الفاشر ) و أيضاً لا تشير إلى تصغير أو تضخيم الواقع ، مناطق البلاد كافة تعاني الأزمات لكنها أقل وطأة من ما تمر به شقيقاتها تلك.
المحليات هذه جاء ضعفها و عجزها نتيجة الحصار الذي فرض عليها بإتجاهات جغرافية مختلفة و مع ذلك هم أعزاء كرام ، و إن عصفت الرياح بما لا تشتهي أنفسهم هو قدر الله و لكل أجل كتاب ، الإحتساب و التوكل جزء من العبادة كما في قوله تعالى: ( إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ).



