الأعمدة ومقالات الرأي
أخر الأخبار

إبراهيم مليك. يكتب :متى يتجاوز بعض السودانيين عقلية الشعوب الهتافية ؟!

ريام نيوز ١١ أغسطس ٢٠٢٥م
رؤساء الدول فى كل العالم يعملون بصمت ينجزون المشاريع العظيمة فى بلدانهم ولم نر شعباً خرج للهتاف بافتتاح منشأة خدمية…
تلذذ الحكّام فى السودان بالهتافات الجماهيرية واللقاءات الحاشدة أصبح سمة مميزة وحصرية لدى قادة السودان الحاليين والسابقين ….
إذا مرَّ المسؤول الأول بالدولة السودانية فى الطريق اعترضه الشعب بالهتافات وإذا قصد زيارة منطقة ما نصبوا له الصيوانات ونحروا الذبائح وتركوا أعمالهم وعطلوا مؤسسات الدولة من أجل الاحتفال بمقدم قائد الركب والاستماع للوعود والخطب المكررة !!
هذا الظاهرة الهتافية التى لازمت بعض السودانيين فيها تضليل وطمس للحقائق وهى ظاهرة منبوذة يجب أن تختفى حتى نجعل من المسؤولين من أصغر موظف بالدولة إلى أعلى هرمها فراعنة يمشون بين الناس …
بعض الحشود تشترى بالمال وهذا باب من أبواب الفساد فى تبديد المال العام فى لقاءات جماهيرية ينتهى دورها بانتهاء الحفل لينفق الزائر بعد انتهاء الزيارة من مال الدولة على اللجان المنبثقة …!

هناك حشود السعى لها عبادة لتكثير سواد المسلمين مثل الجمعة والعيديين أما الحشود التى يبذل لها المال العام لإظهار أن الشعب ملتف حول القيادة فهى حشود تضليلية يجب تجنبها…
بعض المسؤولين أصبح مدمناً للقاءات الجماهيرية ما من جمعٍ للناس إلا واقتحمه ليثبت أنه موجود فى قلوب الجماهير ومعجبين به وهى حالة أشبه بالإدمان …!
فى الدول المتقدمة التى يعرف شعبها القانون ويحترمه يخرج المواطنين فى حالات محددة و نادرة ليعبّر عن سخطه ورفضه لسياسات معينة ويكون الخروج بضوابط وإجراءات قانونية وتنسيق مع الجهات المسؤولة حتى لا تُسْتَغل من مخربين ومندسين لارتكاب الجرائم وإحداث الفوضى…

إن هيبة الحاكم ليست فى كثرة الحشود إنما فى احترامه للدستور وتحقيقه للعدل بين شعبه….

متى يغّير بعض السودانيين عقليتهم في التعامل مع المسؤولين ويعرفوا ما الذى لهم والذى عليهم؟
طالما هناك مواطن عاطفى جاهل بحقوقه ومتهاون بالقانون تتحكم فيه العاطفة فإن الاستغلال سيظل موجوداً من المسؤولين لأنهم وجدوا شعباً سهل الانقياد بالعاطفة لا يحاسب المسؤول على تقصيره إنما يكافئه بالهتافات الجوفاء والتأييد فى اللاشئ!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى