الأمل الجديد / إيمان مزمل تكتب : بمناسبة اليوم العالمي للشباب… صرخة ضد الجوع والحصار في السودان

ريام نيوز ١٣ أغسطس ٢٠٢٥م
أمس، احتفل العالم باليوم العالمي للشباب، في مناسبة سنوية لتكريم طاقات فئة الشباب، والاعتراف بدورهم في صياغة الحاضر وصناعة المستقبل. وفي هذا اليوم، أرفع قبعتي احتراماً وتقديراً لكل شاب وشابة في العالم، خاصة في وطننا الحبيب السودان، حيث يقف الشباب في الصفوف الأمامية لمواجهة التحديات والصراعات، متمسكين بمشعل الأمل رغم قسوة الظروف.
تحية خاصة لشباب كادقلي، الدلنج، بابنوسة، والفاشر، الذين يعيشون في مناطق محاصرة، غير قادرين على التنفس بحرية، لكنهم ما زالوا يحتفظون بروح الإصرار والعزيمة. وكادقلي، التي قام عبدالعزيز الحلو اليوم بتدوينها في سجل حصاره الطويل، ما زالت تكابد الجوع والمرض، وأهلها يصارعون للبقاء رغم قسوة الحصار وانقطاع الإمدادات.
أيها الشباب، أنتم عماد هذا الوطن ومستقبل أجياله، وصناع الأمل الحقيقي، رغم الظلمات التي تحيط بكم، أنتم قادرون على تجاوز هذه المرحلة العصيبة التي تبدو أحيانًا بلا نهاية. لكن إيماننا راسخ بأن الغد سيكون أفضل، وأن الفجر حتماً سيشرق بعد ليل طويل، بإذن الله.
إلى شباب التمرد في الحركة الشعبية جناح عبدالعزيز الحلو، وإلى شباب الدعم السريع، أوجه نداءً إنسانياً صادقاً: دعوا صوت العقل يعلو فوق صوت البندقية، فالحياة أثمن من كل نزاع. المعاناة التي فرضتموها على تلك المدن المحاصرة هي معاناة يعيشها أهلكم وجيرانكم وأصدقاؤكم. هل يبرر منطق القتال والحرب حرمان الأطفال من الغذاء والدواء؟ وهل يعقل أن تجويع الأبرياء هو الطريق لتحقيق مطالبكم – إن كانت لديكم مطالب حقاً؟
أي قضية هذه التي تُبنى على سفك دماء المدنيين وقطع الإمدادات الإنسانية؟ هل تعلمون أن أطفالاً يموتون جوعاً في تلك المناطق، وأن أسرًا تتشتت بسبب انقطاع الطرق وانعدام المساعدات؟ بل إن هناك من يقضي ثلاث ليالٍ متتالية دون لقمة طعام. هذا الواقع المأساوي يستدعي وقفة إنسانية عاجلة، تتجاوز الحسابات السياسية الضيقة.
الشباب هم المستقبل، والدماء التي تُسفك لا تزرع إلا الحقد والكراهية والتشتت، أما السلام والعدل فهما الثمرة التي يمكن أن تحصدها أجيالنا القادمة بالتفاهم والحوار والإنسانية. وبمناسبة اليوم العالمي للشباب، أدعو كل شاب في السودان أن يكون سفير سلام، وأن يرفع راية الحكمة والتسامح، فليس للوطن مستقبل إلا بالوحدة والعمل المشترك.
ختاماً، أوجه نداءً إنسانياً عاجلاً إلى كل الأطراف: ارفعوا الحصار عن كادقلي وبقية المدن المحاصرة فوراً، وافتحوا ممرات آمنة لدخول الغذاء والدواء، فالجوع لا يعرف الانتماء السياسي، والمرض لا يفرّق بين مقاتل ومدني. لتكن هذه اللحظة بداية عهد جديد، نضع فيه حياة الإنسان فوق أي خلاف، ونصنع فيها سلاماً يليق بشباب السودان أحلامهم. بالمقابل أطالب الشباب بمناسبتهم هذه، بان يتذكروا إرادة الحياة لدى التونسي ابو القاسم الشابي إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد ان يستجب القدر ولا بد للليل ان يتجلي ولابد للقيد ان ينكسر “ليل الحصار والظلام والأفكار المسمومة” إلى صبح بهيج تشرق وتضيئ وتتلألأ به أوجه السودانيين في كل مكان بل يفرح به المحاصرون والتائمهون في المدن الخراب.



