الاخبارسياسية
أخر الأخبار

كلمة القائد/ مالك عقار – نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي في الذكري المئوية لتأسيس القوات المسلحة السودانية والحادية والسبعون لسودنة القيادة العامة:

ريام نيوز ١٥ اغسطس ٢٠٢٥

السيد القائد العام للقوات المسلحة.
الإخوة القادة وضباط الصف والجنود.
امهات واباء و نساء وابناء الشهداء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إننا إذ نحتفي اليوم بعيد الجيش المئوي لتاسيسهِ و الحادي و السبعون لسودنة القيادة العامة للجيش السوداني، فإننا نحتفي بالقيم التي يجسدها من تضحية، وإنضباط، وشرف، و وفاء. نحتفي برجال ونساء آمنوا أن الوطن أغلى من النفس، وأن السيادة أغلى من الحياة. نحتفي بجنود وُلدوا من رحم الشعب، فعاشوا معه، وحملوا آماله، ودافعوا عن حقوقه، وضحوا من أجله ولبوا دعوة شعبه للإنحياز لصفه متي ماطُب.
جنودنا البواسل:
اليوم نترحم على أرواح شهدائنا الأبرار أولئك الذين رووا بدمائهم تراب الوطن، فأنبت عزة وكرامة. نعاهدهم أمام شعبنا، أن تضحياتهم لن تضيع، وأننا سنمضي على دربهم حتى يتحقق لسوداننا ما نصبو إليه من أمنٍ وسلامٍ ووحدةٍ وازدهار.
الشعب السوداني الأبي:
إن تاريخ القوات المسلحة السودانية، تاريخٌ محفورٌ في ذاكرة الوطن. منذ أن تشكلت نواته الأولى في العام 1902، حيث ظل أبناؤه يسطرون صفحات المجد بمداد التضحيات والبطولة. خاضوا المعارك دفاعًا عن مكتسبات وقيم، و ارض السودانين، وعن شرفنا الوطني. فتاريخ القوات المسلحة السودانية يمتد من 1902م . منذ تكوين فيلق افريقيا الملكي King’s African Rifles . حيث كان التجريدة من النوبيين ، هي اساس هذا الفيلق الذي عمل في كل المستعمرات البريطانية في أفريقيا والهند وبرازيليا . هذه الرحلة الطويلة مرت بتشكيلات عديدة الفرقة الاستوائية، فرقة العرب الشرقية، فرقة العرب الغربية الهجانة، وأخيراً للتشكيل المهني القومي ، حافظت هذه المؤسسة علي قدر من القومية مقارنة بمؤسسات سودانية عديدة لم تقاوم التسيس والتحيز الإثني . عبر هذا التاريخ فإن الجيش السوداني مشهود له بالانضباط والشجاعة والمهنية وشارك في عمليات في أزمنه مختلفة في المحيط الافريقي والمحيط العربي والعالمي وحتي عابر المحيطات في الهند وبرازيليا واوربا.
بهذا التاريخ نقول للذين يرجون ان يُهزم الجيش السوداني سوف ينتظرون رفاته كثيرا ، كما طال انتظار الدعم السريع الذي اعجبته الكثرة والعتاد والاستعداد الميزات التي لم تسعفه لهزيمة الجيش السوداني كما توقع قادته الذين لا معرفة لهم بتاريخ ونضالات القوات المسلحة السودانية من طرابلس ، وكرن ، والعلمين ، في حرب أكتوبر 1973، حملة الصحراء الغربية . داخليا لم يعرفوا عن معركة النهر عبدالفضيل الماظ وحسن فضل المولي وثابت عبد للرحيم واخرون ٢٧-٢٨ نوفمبر ١٩٢٤م. وجمعية اللواء الابيض ١٩٢٤ م . علي عبداللطيف وعبيد حاج الامين واخرون ، هؤلاء من قيادات القوات المسلحة السودانية الذين أرسوا مبادئ القومية والنضال ووحدة السودان ، و جيش بهذا الإرث التاريخى لا يُهزم ، وسيكون رد هذا الجيش ليس الانهيار والهزيمة بل النصر اولا والنصر ثانيا والنصر ثالثاً. فقد أثبتوا للعالم أجمع أن السودان لا يُفرّط في أرضه ولا يساوم على كرامته وإفشال خطة الإحتلال و والتصدي ببسالة لتمرد مليشيا الدعم السريع برهن علي ذلك.
أيها الجنود البواسل:
يا من تحملون الراية فوق السهول والجبال والصحاري يا من سهرتم حين نام الناس، وحملتم السلاح في وجه كل معتدٍ أنتم اليوم، كما كنتم دائمًا، أمل الأمة، وعنوان عزتها، وحصنها المنيع. خرجتم من بين صفوفه، وعشتم بين أفراده، وحملتم آماله وأحلامه على أكتافكم.
إخوتي وأبنائي في القوات المسلحة،
في هذا اليوم، اوود ان انقل إليكم التحية من قلب كل سوداني حر إلى كل جندي رابطٍ على الحدود، وكل ضابط يقود رجاله بثبات، وكل شهيد ارتقى فكان لنا مشعلاً ونبراساً.
إن الأمة تضع ثقتها فيكم، وتستمد منكم قوتها في أوقات الشدة. كونوا كما عهدناكم، حصنًا منيعًا للوطن، وسيفًا يحمي الحق، وعنوانًا للوحدة، فالسودان أمانة في أعناقنا جميعًا، ولن نحفظ هذه الأمانة إلا إذا كنا صفًا واحدًا، يدًا واحدة، وقلبًا واحدًا.
أيها الشعب السوداني الكريم:
لقد واجه جيشنا، وما زال يواجه، تحديات جسام، لكن عزيمته لم تلن، وإرادته لم تضعف. فمهما اشتدت الخطوب، يبقى جيشنا متماسكًا، مؤمنًا برسالته، وفيًّا لعهد الولاء للوطن، رافعًا راية السودان عالية بين الأمم.
إن السودان اليوم، وهو يُواجه التحديات، يحتاج إلى تماسك جيشه أكثر من أي وقت مضى. نحن في مجلس السيادة الانتقالي نؤكد دعمنا المطلق لقواتنا المسلحة، وسنعمل بلا كلل على تطوير قُدراته، وتزويده بأحدث ما يحتاجه من تدريب وتسليح وتجهيز، وأن نستكمل عملية تنظيم المجموعات المسلحة في صفوف القوات المسلحة لكي يكون جيشينا مهنياً ، على أُهبة الاستعداد، يحمي ولا يعتدي، يبني ولا يهدم، ويصون ولا يفرط.
أيها الجنود والضباط:
أبقوا كما أنتم، درعًا للوطن، وسيفًا في وجه المعتدين، وأن تحافظوا على وحدة السودان أرضًا وشعبًا. ارفعوا راية السودان عالية واجعلوها لا تُنكس أبدًا و أبتعدوا بهذه المؤسسة عن التسيس والتحيزات الاثنية الضيقة وحافظوا عليها ما حيتُم .و يا ابطال القوات المسلحة إن السودان اليوم يناديكم كما ناداكم بالأمس، لتكونوا الحصن المنيع في وجه كل معتدٍ، وسيفه البتار في يد الشعب، والدرع الذي لا ينكسر. فأنتم لستم جيشاً فحسب، أنتم السودان، أنتم الكرامة التي لا تُباع، والعزة التي لا تُشترى.
الإخوة والأخوات:
إن أمتنا تضع ثقتها فيكم وفي وحدتكم تكمن قوتنا، وفي قوتكم يكمن أملنا، وفي عزيمتكم ينبض مستقبل السودان. كونوا دائمًا كما عهدناكم لا تهزمكم الصعاب، ولا تنال منكم المحن، ولا يثنيكم عن واجبكم أي عائق.
ختامًا:
وعدٌ منّا في قيادة هذه الدولة أن نبقى صفاً واحداً… شعباً وجيشاً… لنقول لكل العالم هذا هو السودان ، قلبٌ واحد، صفٌ واحد، علمٌ واحد حتى تظل رايتنا خفاقة فوق كل شبر من أرض السودان و معودنا فاشر السطان.

وكل عام وأنتم بخير

حفظ الله السودان و شعب السودان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى