الأعمدة ومقالات الرأي
أخر الأخبار

المعز مجذوب خليفة يكتب : أوراق من كادوقلي …. النوبة ومعارك الكرامة الوطنية بالسودان ومعادلة سويسرا

ريام نيوز ٢١ أغسطس ٢٠٢٥م
في الوقت الذي كانت فيه الخرطوم ترتجف، وبعض مراكز القرار تغرق في التردد، خرج شعب النوبة من رحم الجبال، كما يفعل دائمًا عند كل مفترق مصير، حاملاً روحه على كفه، لا منتظرًا لفتوى ولا توجيهًا، بل ممتثلًا لنداء الوطن في أبهى معانيه.

الشهيد اللواء الركن عرديب، سطّر أول سطور الكرامة في هذه المعركة،
والشهيد الفريق مبارك كتي، المفتش العام للقوات المسلحة، كان امتدادًا لذات السطر… ذات التضحية… وذات الوفاء.
شهيدان ليسا فقط من أبناء النوبة، بل من عظم ظهر السودان، ومن صلب الحقيقة التي تقول: الوطن لا يُصان إلا بالدماء النقية.

فهل يُكافأ هذا التاريخ بالتجاهل؟

كيف تُنسى هذه التضحيات حين تُكتب معادلات “السلام”؟
كيف تُعد خُطط التفاوض في سويسرا 🇨🇭، وكأن من سقطوا في الجبهات ليس لهم صوت ولا ظل؟
كيف يُطلب من النوبة أن يرفعوا السلاح كلما دُعي النفير، ثم لا يُدعَون حتى للحضور حين تُقسّم أوراق المصير؟

النوبة لا يريدون شكرًا… بل مكانًا مستحقًا

هم الذين وقفوا حين تهاوت الصفوف، وصمدوا حين انهارت العزائم، وظلوا على عهدهم مع هذا التراب، لا طلبًا لمكاسب، بل دفاعًا عن وطنٍ رأوا فيه أنفسهم.

لكن من لا يعترف بدور النوبة في معركة الكرامة،
ومن يختزلهم في دور “الجنود الصامتين،

إنما يُمهّد لعزلة سياسية جديدة، لن يُسكتها صمت الجبال هذه المرة.

وخاتمة الأوراق…

إن تجاهل النوبة في معادلات الحل السياسي،
ليس فقط ظلمًا لتاريخهم،
بل خطأ استراتيجي في مستقبل هذا الوطن.
فمن حملوا نعوش الشهداء، لا يقبلون أن يُعاملوا كأرقام على هامش وثيقة.
ومن صمتوا عن الظلم بالأمس، قد يتحدثون غدًا… لكن بلغة لا يفهمها إلا من عرف ثمن الكرامة.
نقول لهؤلاء كوكو عرف .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى