ريام نيوز 5 سبتمبر ٢٠٢٥م
أكدت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن الكارثة التي شهدتها قرية ترسين بجبل مرة مؤخراً لم تكن حدثاً عشوائياً، وإنما نتيجة لعوامل جوية ومناخية متداخلة، وفقاً لتحليل علمي أجرته وحدة الإنذار المبكر بالهيئة بقيادة د. أبو القاسم إبراهيم إدريس.
وأوضحت الهيئة أن تحليل بيانات الأقمار الصناعية الممتدة على مدى 42 عاماً كشف عن ثلاثة أسباب رئيسية وراء المأساة:
1. عاصفة قياسية ضربت المنطقة في 28 أغسطس بأمطار تجاوزت بنسبة 50% أقوى العواصف المسجلة في تاريخ المنطقة الحديث.
2. تشبع كامل للتربة نتيجة موسم أمطار غزير وتراكم كميات غير مسبوقة خلال الأيام الثلاثة السابقة للكارثة.
3. تركيز جغرافي للهطول حيث تركزت أشد الأمطار مباشرة فوق منطقة جبل مرة.
وشددت الهيئة على أن هذه الحقائق تؤكد تأثيرات التغير المناخي الذي يفاقم الظواهر الجوية المتطرفة، ما يستدعي الانتقال من التحليل إلى العمل الوقائي.
وقدمت الهيئة جملة توصيات أبرزها تعزيز نظام الإنذار المبكر المتكامل وربطه بالدفاع المدني والمجتمعات المحلية، والإسراع في إعداد خرائط قومية لمخاطر الانهيارات الأرضية والفيضانات خاصة في جبل مرة وجبال النوبة، إضافة إلى تعزيز التنسيق المؤسسي لضمان تحويل التحذيرات إلى إجراءات ميدانية عاجلة.
وأكدت الهيئة أن البيانات متوفرة والمعرفة قائمة، وأن المرحلة القادمة تتطلب ترجمة ذلك إلى سياسات عملية قادرة على حماية الأرواح وتقليل الخسائر.
