
ريام نيوز 12 سبتمبر 2025م
قال الله تعالى:
﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الأنفال: 33].
آية كريمة تحمل لنا بشارة عظيمة بأن الاستغفار أمان من العذاب، ورحمة تحيط بالعبد والمجتمع، وملاذ يلجأ إليه المؤمن حين تضيق به السبل.
الاستغفار ليس مجرد كلمات تتردد على الألسن، بل هو اعتراف بالذنب، وانكسار للقلب، وتجديد للعهد مع الله. والنبي ﷺ – وهو المعصوم من الخطأ – كان يقول: «والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة» [رواه البخاري]. فإذا كان رسول الله ﷺ الذي غُفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يكثر من الاستغفار، فكيف بنا نحن؟
الاستغفار يفتح أبواب الرزق، ويمحو الذنوب، ويشرح الصدر. وقد وعد الله المستغفرين بالخير الكثير في قوله تعالى على لسان نوح عليه السلام: ﴿استَغفِروا رَبَّكُم إِنَّهُ كانَ غَفّارًا * يُرسِلِ السَّماءَ عَلَيكُم مِدرارًا * وَيُمدِدكُم بِأَموالٍ وَبَنينَ وَيَجعَل لَكُم جَنّاتٍ وَيَجعَل لَكُم أَنهارًا﴾ [نوح: 10-12]. فما أعظم عطايا الله حين يقترن القلب بالتوبة واللسان بالاستغفار.
وللاستغفار أثر عجيب في راحة النفس؛ إذ يبدد الهم، ويفرج الكرب، ويفتح أبواب الفرج. قال ﷺ: «من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب» [رواه أبو داود وابن ماجه بسند صحيح].
وليس الاستغفار عبادة تحتاج إلى وقت مخصوص أو مكان بعينه، بل يمكن أن يلهج به العبد في كل حين؛ في طريقه، أو أثناء عمله، أو حتى في لحظات الانتظار. يكفي أن يتحرك به اللسان ليكتب في صحيفة النور، وتتنزل به الرحمة.
فلنجعل الاستغفار عادة يومية لا تفارقنا، ولنعلمه أبناءنا وأهلنا، فهو زاد القلوب، ودواء للأحزان، ومفتاح للرزق. وكلما أدمناه، شعرنا بالقرب من الله، ووجدنا الطمأنينة في قلوبنا.
اللهم اجعلنا من المستغفرين بالأسحار، واغفر لنا ذنوبنا كلها دقّها وجلّها، أولها وآخرها، سرّها وعلانيتها، واغمر قلوبنا برحمتك ونورك.
جمعة طيبة ومباركة



