خبير استراتيجي يكتب/ سيناريوهات الدولة العميقة (الغربية) في السودان..!

(سيناريوهات) الدولة العميقة (الغربية) في السودان..!
كتب / اللواء بدر الدين عبد الحكم (الخبير الأمني)..
————
متابعات ريام نيوز ١٦ سبتمبر ٢٠٢٥
نعلم ان الدولة العميقة التي تدير الحرب في السودان من على بعد هى نفسها التي تحمي الكيان الصهيوني من قرارات المحاكم الدولية وهى التي تزود إسرائيل والتمرد بالسلاح والتقانة والمعلومات.
وأعتقد أن حرب السودان هى جزء مكمل للأمن القومي الإسرائيلي، واي شخص يفصل ما بين حرب السودان واللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية هو لا يدرك كل الخطوط التي تشكل كل هذه المنظومة المسيطرة على صناعة القرارات في امريكية وبريطانية ونحن نعلم ان الإنقاذ وجدت صعوبة في بناء علاقات متكامله مع امريكا لان العقبة الأساسية في بناء علاقات مع امريكا لابد أن يسبقه بناء علاقات مع إسرائيل، رغم استيفاء السودان لكل شروط محاربة الإرهاب الدولي والسماح لتيم من (السي . آي. ايه) لتفتيش (٤٨) موقعا ادعت امريكا ان فيها أسلحة دمار شامل حيث بدأ التفتيش فيها من العام ١٩٩٨ وحتي العام ٢٠٠٢ وتم منح السودان شهادة خلو من أسلحة الدمار الشامل، إلا أن العقوبات لم ترفع إلا في العام ٢٠١٧ ولكنها رفعت (شكلياً) وجاء تيم من شركات البترول الأمريكية والتقوا بمساعد رئيس الجمهورية حينها المهندس إبراهيم محمود حامد إلا أن العقوبات لم ترفع لان مشروع إسقاط الإنقاذ قد قطع شوطاً كبيراً فتم تجميد قرار رفع العقوبات عن السودان حتى قيام (الثورة المصنوعة)، حيث دفع عبد الله حمدوك (٢٧٠) مليون دولار لإغلاق ملف المدمرة الأمريكية (كول) في عملية ابتزاز كبرى تؤكد الصلف الأمريكي ضد السودان.
ولذلك فإن العقوبات الامريكية بما فيها (فصل جنوب السودان) هو من صنيعة الدولة العميقة، وهذه الدولة العميقة في (بريطانية وامريكا) هى التي ظلت تجهض وتكسر (التوصيات) في لجنة الخارجية (والسي. آي. ايه) في الوقت الذي اقتنعت فيه الخارجية الأمريكية والسي. آي. ايه بأن السودان أصبح خاليا من أسلحة الدمار الشامل ولا تاوي الإرهاب الدولي إلا أن الإدارات الامريكية المتعاقبة ظلت ترفض إقامة علاقات طبيعية ولذلك سعت السي. آي. ايه إلى تسريب المعلومات بتورط دولة الإمارات عبر صحيفة (النيوزويك) لأجل الضغط على الإدارة الامريكية لإيقاف الحرب في السودان ولكن بلا جدوى ولكن ظلت إسرائيل والإمارات تدفعان الرشاوى للمتنفذين في الإدارة الأمريكية وفي وبريطانية للصمت عما يجري في السودان.
وفي هذا السياق جاءت العقوبات على وزير المالية والبراوؤن وهى عقوبات شكلية لا تؤثر على مجريات العمليات الحربية في كافة المحاور وناتجة من تحركات بن زايد الداعم الأساسي للمليشيا ولعمليات الابادة الجماعية والتطهير العرقي والاغتصاب في السودان والذي شعر بخطورة العمليات الحربية الكبرى التي تجري في عدد من المحاور والتي احدثت تفككا بائنا في بنية المرتزقة العسكرية والقبلية دارفور حيث اتصلت عدد من القبائل وقادة التمرد بالأجهزة الأمنية والعسكرية لضمان سلامتهم الشخصية بعد هزيمة المليشيا المزلة في بارا وكردفان وفي غيرها من المواقع وهروب قادتها إلى دول الجوار جاءت هذه العقوبات وجاءت أيضا دعوة الرباعية لوقف إطلاق النار لفترة ثلاثة شهور كمحاولة أخيرة لإنقاذ المليشيا من المصير المحتوم فالادارة الأمريكية تعلم أن هناك تحولات أمنية وعسكرية في خارطة الشرق الأوسط ستحدث خلال العشر شهور القادمة والتي ستؤثر بشكل قاطع على تدفق النفط الخليجي على الدول الغربية وجاء هذا التقدير للورطة التي يعيشها الكيان الصهيوني بعد الضربات الساحقة التي وجهتها إيران لذلك لم تصمد القوة الغربية لبروز قوة كايران المتحالفة مع الصين بأن تهدد الوجود التاريخي لامريكا والدول الغربية في منطقة الخليج ولذلك فإن الحرب ستكون هى الحل وان الحرب القادمة فرضت على الولايات المتحدة ومخططوها الاستراتيجيون وجود مصدر جديد للطاقة لذلك من المتوقع أن تسمح امريكا للشركات الأمريكية الدخول للإستثمار في مجال النفط بعد تغييرات جوهرة في السودان وسيبدأ الاستثمار بنهاية العام القادم وحينها لن يكون هناك وجود للدعم السريع ولا لمناصريهم من أحزاب الأمة والشيوعي والبعث وبهذا ستنتهي مرحلة قاتمة من العلاقات السودانية الأمريكية وسيدخل السودان مجال النفط والتحول الكبير جدا في بنية السودان الاقتصادية والسياسية بل سيكون السودان من الدول المحورية في المنطقة في العشر سنين القادمة بإذن الله..