من واشنطن إلى بكين.. معركة العقول بين المحامين والمهندسين!

متابعات: ريام نيوز 10 أكتوبر 2025
كتاب جديد يكشف سر تفوق الصين وتراجع الولايات المتحدة
صدر مؤخرًا كتاب مثير للجدل بعنوان «Breakneck: China’s Quest to Engineer the Future»، أو «الصين والسعي لبناء المستقبل»، للكاتب الأمريكي من أصل صيني دان وانغ، يطرح فيه مقارنة جريئة بين نموذجين مختلفين في إدارة الدول:
الصين التي تُدار بعقلية المهندسين، والولايات المتحدة التي تُحكم بعقلية المحامين.
الصين.. عقلية المهندس ومنهج الإنجاز
يقول المؤلف إن الغالبية العظمى من القادة الصينيين تخرّجوا في كليات الهندسة والعلوم التطبيقية، ما جعل الدولة تُدار بعقلية تحليلية دقيقة ترى في كل مشكلة معادلة يمكن حلها بتصميم منظومة أو تنفيذ مشروع.
هذه العقلية جعلت الصين قادرة على تحقيق قفزات هائلة في التنمية والتكنولوجيا، من بناء المدن الحديثة وخطوط القطارات فائقة السرعة إلى التوسع في مجالات الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي وغزو الفضاء.
أمريكا.. عقلية المحامي وجدالات السياسة
في المقابل، يصف وانغ الولايات المتحدة بأنها دولة تهيمن عليها عقلية المحامين؛ فمعظم السياسيين الأمريكيين من خريجي كليات القانون أو الممارسين للمحاماة.
وهذه الذهنية، كما يرى الكاتب، تُغرق المؤسسات الأمريكية في الجدل والتقاضي والبيروقراطية، فتتأخر المشروعات الكبرى وتتعطل القرارات بسبب المصالح المتعارضة ودعاوى جماعات الضغط.
النتيجة: بطء في التنفيذ، تضخم في التكاليف، وفقدان القدرة على الإنجاز السريع.
الصين تتفوق تقنيًا
يُورد الكتاب أمثلة عديدة على التحول في ميزان القوة التقنية:
الذكاء الاصطناعي: شركات صينية كـ”بايت دانس” و”هواوي” و”تينسنت” تقود الابتكار العالمي.
الاتصالات: الصين سبقت العالم في إطلاق شبكة 5G الواسعة.
الطاقة المتجددة: تبني الصين سنويًا قدرات تفوق ما تنتجه أوروبا وأمريكا معًا.
حتى السلاح لم يعد حصن أمريكا الأخير
يحذر الكاتب من أن التفوق العسكري الأمريكي بدأ يتآكل.
فمشروعات مثل F-35 أصبحت رمزًا للتأخير والتكلفة المفرطة، بينما تبني الصين عشرات السفن الحربية في الوقت الذي تحتاج فيه واشنطن لعقد كامل لبناء واحدة فقط.
كما كشفت الحرب في أوكرانيا والدعم العسكري لإسرائيل عن نقص حاد في مخزون الذخيرة الأمريكية، واضطرارها لاستيراد بعض المكونات من دول آسيوية — بينها الصين نفسها.
الدولار.. آخر الأسلحة
يرى وانغ أن ورقة الدولار هي السلاح الأخير في يد واشنطن، لكن هيمنته على التجارة العالمية بدأت تتراجع مع تزايد استخدام اليوان الصيني في التبادلات الدولية.
دورة الحضارات
يختم الكاتب بالتذكير بأن الحضارات تتداول القوة كما تتداول الأيام:
القرن العشرون كان أمريكيًا، والتاسع عشر بريطانيًا، والسادس عشر عثمانيًا، واليوم يبدو أن القرن الحادي والعشرين يتشكل ليكون قرنًا صينيًا بامتياز.