تحقيقات و تقارير

اتحاد المهن الموسيقية… ورفع البطاقة الحمراء للفنانين!

خاص : ريام نيوز

شهد الوسط الفني السوداني خلال الأيام الماضية تصاعداً لافتاً في حدة الخلافات بين عدد من الفنانين، بعد أن أعلن اتحاد المهن الموسيقية السودانية فصل مجموعة من الأعضاء من بينهم هبة جبرة وعشة الجبل وجمال فرفور، ما أثار جدلاً واسعاً بين جمهور الفن والمغنين على حد سواء.

وقالت مصادر داخل الاتحاد إن قرارات الفصل جاءت بعد تراكم شكاوى من أعضاء وجمهور الاتحاد، استناداً إلى اللوائح الداخلية التي تنظّم العلاقة بين الفنانين والمؤسسة. وأشارت إلى أن فصل الفنانتين هبة جبرة وعشة الجبل تم بسبب خلافات حادة نشبت بينهما وعدد من أعضاء الاتحاد، ما دفع المجلس لاتخاذ قرارات تأديبية لضبط الأداء داخل المنظومة.

أما الفنان جمال فرفور، فقد جاء قرار فصله عقب تصريحات مثيرة أطلقها عبر قناة البلد في برنامج “الكلمة الأخيرة”، وصف خلالها الوسط الفني بأنه “أوسخ وأتفه وأحقر وسط”، مضيفاً:

تعاملت مع عدد من المجموعات… وما لقيت أتفه ولا أوسخ ولا أحقر من الوسط الفني.

وأوضح فرفور أن خلافه ليس مع الفنان شريف الفحيل كما يُشاع، بل مع “الأشخاص الذين يقفون خلفه”، وقال:

شريف وراه ناس… ده ما شريف اللي أنا بعرفه. أنا ما زعلان من شريف، زعلان من الناس اللي كانوا شاهدين وساكتين، والساكت عن الحق شيطان أخرس. كلام شريف ما بهز فيني شعره

وأثارت هذه التصريحات ردود فعل واسعة في الأوساط الفنية، حيث عبّر عدد من الفنانين عن تعاطفهم مع فرفور، معتبرين أن ما قاله يعكس “إحباطاً من واقع يعانيه الفنانون”، فيما اعتبر آخرون أن تصريحاته “تجاوزت حدود النقد البنّاء وأضرت بسمعة المهنة”.

من جانبه، أوضح رئيس اتحاد المهن الموسيقية، نجم الدين الفاضل، في تسجيل مصور بثّ عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن قرار فصل فرفور جاء تطبيقاً للوائح الداخلية، بعد ورود شكاوى متعددة من الأعضاء والجمهور. وقال الفاضل:

تصريحات فرفور كانت صعبة ومندفعة، وحساسية الموقف جعلت تنفيذ القانون هو الخيار الوحيد. تواصلنا معه قبل إصدار القرار، لكنه أصر على موقفه ولم يقدم أي اعتذار

وأكد الفاضل أن الاتحاد يحترم الفنان جمال فرفور وجمهوره، لكن تطبيق القانون ضرورة للحفاظ على سمعة الاتحاد وهيبته، مشيراً إلى أن الهدف من القرار “ليس الإقصاء بل حماية المهنة وضمان الاحترام المتبادل بين أعضائها”.

تأثيرات على صورة الفن السوداني
يرى مراقبون أن تصاعد الخلافات العلنية بين نجوم الغناء السوداني يهدد صورة الفن المحلي ويضعف ثقة الجمهور في المؤسسات الفنية، مشيرين إلى أن معالجة مثل هذه الأزمات تتطلب قدراً أكبر من الوعي الإعلامي والالتزام بأخلاقيات المهنة.
ويؤكد فنانون ومهتمون بالشأن الثقافي أن ما حدث يمثل “ناقوس خطر” يستوجب من الاتحاد فتح حوار واسع لإصلاح البيت الفني من الداخل، وتغليب لغة التفاهم والتعاون بدلاً من التصعيد والإقصاء، حفاظاً على إرث الأغنية السودانية ومكانتها في المشهد العربي والإفريقي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى