الأمل الجديد: إيمان مزمل تكتب / جنوب كردفان : نداء الحياة في وجه الحصار والنسيان
الأمل الجديد: إيمان مزمل تكتب / جنوب كردفان : نداء الحياة في وجه الحصار والنسيان
ريام نيوز ١يوليو ٢٠٢٥م
بات واضحا ان جبال النوبة الصلبة الصامدة العنيدة التي ترمز للكرامة، وتحت ظلال الحرب التي لا تعرف الرحمة، تختنق مناطق هناك بانسانها وحيواتها، لا يسمع فيها دوي السلاح فقط بقدر ما يُسمع أنين الاطفال الجوعى، وصمت المرضى الذين خذلهم الدواء والغذاء.
لأكثر من عامين، تحاصر هذه الولاية من جهتين: تقف الحركة الشعبية – جناح عبد العزيز الحلو (والتي لاندري باي مطالب تنادي ) من جهه ومن جهة أخرى تمد مليشيا الدعم السريع المتمردة بتحالف انتهازي، هذا الحصار المزدوج لم يبق شيئاً من مقومات الحياة هناك.
لكن وسط هذا السواد، انطلقت شعلة أمل لا تنطفئ إلا بتحقيق أهدافها صحوة جماهيرية شعبية تعالت فيها أصوات الناس، موحدة، متجاوزة كل الخلافات السياسية أو الإثنية او غيرها من اختلاف وارتفعت الأصوات اليوم من داخل قاعة السلام ببورتسودان لتصل الى جنوب كردفان وأبيي، لتنادي: كفى موتاً في الظل، كفى تجاهلاً لمعاناة السكان المدنيين.
مبادرة نداء جنوب كردفان جبال النوبة وأبيي
انها ليست مجرد دعوة إنسانية فقط بل هي صرخة ضمير تمثل المجتمع المحلي لجنوب كردفان لتصل إلى كل المجتمعات
وتشمل القيادات العليا بالدولة والقيادات الاجتماعية والدينية، والمنظمات الإنسانية والإعلاميين، بل وحتى نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي. الكل توحد خلف هدف واحد: توفير الحماية للمواطنين، وضمان وصول الإغاثة والمساعدات الإنسانية، وكسر هذا الحصار القاتل.
فما يحدث اليوم في جنوب كردفان ليس أزمة محلية فقط، بل هو اختبار للانسانية ومسؤليتنا جميعآ بأن لا نصمت على معاناة شعب يُسحق في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.
اليوم المجتمع المحلي قال كلمته، وعلى العالم أن يسمع
المنظمات الدولية، الحكومة ، وسائل الإعلام، والمؤسسات الإنسانية، جميعها أمام مسؤولية أخلاقية وإنسانية عاجلة لحشد الدعم للأبرياء ، ومد يد العون لتلك الأرواح.
مجتمع جنوب كردفان، يتشكل الآن ليشكل تحالف مجتمعي جديد، لا يعرف إنتماء إلا للإنسان وهو بداية انطلاق نداء الحياة في وجه الحصار الظالم والنسيان المظلم.
